صحيفة الخبر الجزائرية/حميد يس: تنظر السلطات الجزائرية بانزعاج إلى دخول العقيد الليبي، معمر القذافي، على خط التفاوض بين الحكومة المالية وتوارف شمال البلاد، وتعتبره تشويشا على اتفاق السلام الذي عقد بالجزائر في جويلية .2006 هذا الانزعاج سيبلّغ به رئيس الوزراء الليبي، البغدادي علي المحمودي، خلال زيارة سيقوم بها إلى الجزائر بدءا من اليوم.
أوضح مصدر تابع التحضير للزيارة، أن أربعة ملفات رئيسية سيبحثها المحمودي مع رئيس الحكومة، عبد العزيز بلخادم، هي: تطورات الأزمة المالية ومشكلة الجزائريين بسجون ليبيا، والتنسيق لمواجهة توسع القاعدة في الساحل الإفريقي، وإحداث ديناميكية في التعاون الاقتصادي الذي يبقى دون مستوى الحوار السياسي الثنائي.
وذكر المصدر لـ''الخبر''، أن المسؤولين الجزائريين الذين سيلتقيهم البغدادي ''سيؤكدون له أن انخراط ليبيا في مسار التفاوض بين فرقاء مالي، بعد بداية تطبيق اتفاق السلام، تعتبره الجزائر انعدام لياقة دبلوماسية من جانب طرابلس''، في إشارة إلى لقاء بين ممثلي باماكو وتوارف كيدال الشهر الماضي، جرى بطرابلس تحت رعاية معمر القذافي. وتدعو الجزائر، حسب المصدر، المعنيين بالقضية إلى العودة لاتفاق السلام على أساس أنه يتضمن حلولا زكاها الطرفان المتنازعان. يشار إلى أن الحكومة المالية أبدت، الأسبوع الماضي، تمسكا بالعودة إلى المفاوضات، على أن يكون اتفاق جويلية 2006 هو خارطة الطريق.
أما الملف الثاني المثير للجدل منذ شهور، فهو أزمة الجزائريين الذين يقبعون في سجون ليبيا، حيث سيطرح بحدة خلال الزيارة التي تدوم يومين ومن مؤشرات ذلك، ما ورد على لسان عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب للشؤون الإفريقية والمغاربية، مساء الأربعاء الماضي خلال اجتماع تحضيري للزيارة عقده مع وزير التشغيل الليبي، معتوق محمد معوق. فقد دعا مساهل إلى ''تمكين البعد الإنساني من أخذ مكانه في علاقات البلدين''. مشيرا إلى جوانب في التعاون الثنائي تلاقي صعوبات، من بينها حركة تنقل الأشخاص وإقامتهم. وهي إشارة واضحة إلى التضييق على الجزائريين المقيمين في ليبيا، والاشتباه في بعضهم بالانخراط في نشاطات محظورة مثل السرقة وتجارة المخدرات. وأغلب الموجودين في السجون، متابعون بهذه الشبهة التي تعتبرها السلطات الجزائرية مبالغا فيها، وينتظر أن تبلغ هذا الموقف لرئيس الوزراء، حسب المصدر الذي تحدث لـ''الخبر''.
وتتناول الزيارة شقا أمنيا هاما، يتعلق بنشاط الجماعات السلفية الجهادية الموالية للقاعدة، قرب الحدود المشتركة وفي منطقة الساحل التي تعد مجالا حيويا لليبيا. وذكر المصدر أن الوفد الذي سيرأسه المحمودي، ''سيبحث تفعيل التنسيق بين الأجهزة الأمنية في البلدين لمحاربة تنظيم القاعدة، ومطاردة جماعات المتاجرين بالسلاح ومهربي كل أنواع السلع، الذين يتعاملون مع أفراد الجماعات المسلحة''.
وبخصوص الشق الاقتصادي للزيارة، فقد ذكر مساهل، أنه بالغ الأهمية وأن البلدين ''سيقفان عند كافة أشكال التعاون والشراكة بينهما، وسيدرسانها بكل بصيرة ودقة''. وأضاف: ''بالرغم مما تم إنجازه بين البلدين، يبقى مجال التعاون يعاني من بعض المشاكل أعاقت تطوره وحالت دون تحقيق المزيد من البرامج الثنائية التنموية وعطل نمو الشراكة''. وتحدث مساهل عن مشاكل عالقة في بعض قطاعات تعاون، وقال إن مشاريع استثمارية تم الاتفاق عليها منذ سنوات ''لم تتجسد مثلما تم التخطيط لها''. في إشارة إلى تأخر إنجاز بعض المشاريع قرب الحدود بين البلدين، أهمها إنشاء وحدات صناعية ومؤسسات صغيرة تمتص البطالة المرتفعة بالمناطق الحدودية.
وفيما أوضح مساهل بأن التبادل التجاري ضعيف إلى حد يكاد فيه لا يذكر، اعترف وزير التشغيل الليبي بوجود نقاط خلافية بين البلدين، لم يحددها. وقال إن المحمودي ''سيأتي باستعداد متميز من أجل تجاوز عقبات التعاون لكي نقرر بشجاعة ما يمكن أن نتعاون فيه لمصلحة الشعبين''.
http://www.akhbar-libya.com/index.php?option=com_content&task=view&id=17244&Itemid=1