وضعت روسيا في الفترة الأخيرة آليات تمكّنها من إتباع خط عسكري وسياسي مستقل، ولكنها لم تقدم على إصلاح النظام المالي الذي أنشأه مصلحون محسوبون على مديري أموال أمريكان في بداية التسعينات من القرن الماضي بحسب رأي الكاتب الصحفي ميخائيل ليونتيف.
والواقع أن ما يسمى بالاقتصاد العالمي هو الاقتصاد الأمريكي لأنه يعتمد على الأوراق النقدية التي يتم طبعها في الولايات المتحدة الأمريكية بمشيئة حكامها. ويستطيع الأمريكان أن يطبعوا خلال 15 ثانية الكمية المطلوبة من النقود التي ليست لها قيمة حقيقية!
ومن المنتظر أن تحقق الأزمة المالية التي سببتها الولايات المتحدة أهدافها في أبريل أو مايو المقبل عندما سيبدأ انهيار نظام المدفوعات العالمي. وليس متوقعا أن يتجنب العالم ذلك لأن المطلوب، حتى تستقر الأوضاع المالية والاقتصادية العالمية، تخلي الولايات المتحدة عن العيش على حساب الغير وهو أمر مستحيل.
ويقول ميخائيل ليونتيف إن النزاع السياسي أو العسكري أيسر طريقة لتسوية المشكلة الاقتصادية. وقد اجتاز العالم أزمة اقتصادية نشبت في العشرينات من القرن العشرين خلال الحرب العالمية الثانية. والآن تلاشت القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها لا تزال تحتفظ بقوتها العسكرية ومن الممكن أن تستخدمها في اجتياز الأزمة المالية الحالية. والشيء الوحيد الذي يبعث على الأمل في منع نشوب حرب عالمية جديدة هو السلاح النووي الروسي.
("ارغومينتي إي فاكتي" 14/1/2009 - وكالة نوفوستي)