أسقاس أمقاز" عبارة أمازيغية تعني بالعربية عام سعيد. عرفت معنى العبارة من خلال رسالة اليكترونية بعثها الي صديق من أصل أمازيغي بمناسبة حلول العام الجديد لقبائل الأمازيغ وهو العام 2959، ويصادف الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني من كل عام، ويطلق عليه تسمية "الناير".
قبائل الأمازيغ في الجزائر أو كما يطلق أيضا عليهم "البربر" لديهم اهتمام خاص بالتراث الحضاري الذي يعود حسب روايات تاريخية الى العصور الغابرة، ويشكل التقويم التأريخي احدى المحطات الهامة في حياة الأهالي من حيث ما يعتبر بالنسبة لهم احدى مقومات الهوية أو الذات الثقافية.
رابح بوست القيادي في الحركة الثقافية للأمازيغية التي تعترف بها الحكومة الجزائرية قال لبي بي سي ان الحركة "تواصل النضال من أجل ترسيم المناسبة كعيد وطني لجميع الجزائريين أسوة بالتقويمين الهجري والميلادي".
طقوس مختلفة
طقوس عديدة تميز اليوم الأول من العام الجديد، ومن أبرزها تجمع أهالي البلدات وقرى الريف في ولائم كبيرة يشرف عليها الأعيان من المشائخ وكبار السن، ويردد الأهالي أهازيج من التراث تعبر عن الأمل في موسم زراعي وافر الغلال، والاشادة بانتصار ملكهم شيشناق على الفراعنة عام تسعمائة وخمسين قبل الميلاد ردا على كما تقول الروايات على تحالف ملوك الفراعنة والرومان ضد الأ مازيغ أينما كانوا.
أمازيغ جنوب الجزائر من قبائل الطوارق في الصحراء الكبرى لهم طريقتهم الخاصة، العائلات تقوم بتغيير أثاث المنازل، واعداد سبعة أطباق من أصناف المأكولات، وهو ما ينطبق أيضا على قبائل الشاوية شرقي الجزائر.
السياسة... والهوية
دخول السياسة على الخط أعادت الحياة الى هوية الأمازيغ التي كانت تسير نحو الإنقراض، أواخر أربعينيات القرن الماضي ابان عهد الاستعمار ظهرت أولى مطالب الأمازيغ ككيان بهوية غير عربية، وطرحها آ نذاك زعيم جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد عام تسعة وأربعين، لكن هذا المطلب تأجل الى مابعد تحرير الجزائر من الاستعمارالفرنسي.
الأكاديمية البربرية التي تأسست في فرنسا في أعوام سبعينيات القرن الماضي، وضمت ناشطي الحركة الثقافية الأمازيغية أعادت احياء مطلب الهوية عبر منتديات وصلت ارجاء الجزائر رغم سرية نشاطها آنذاك.
وانتفاضة العشرين ابريل نيسان عام ثمانين ضد الحكومة الجزائرية اثناء حكم الحزب الواحد كشفت الوجه السياسي للحركة تحت غطاء الهوية الثقافية. وتحولت الانتفاضة الى مواجهة مع النظام الجزائري الذي يعتبرها تهديدا لأمن واستقرار البلاد، واعتقل ناشطوها، وزج بهم في السجون، وأطلق عليها تسمية الربيع الأسود
الحركة الأمازيغية من السرية الى العلن
استندت تشكيلات سياسية في منطقة القبائل على وجه الخصوص دستور عام تسعة وثمانين الذي أقر التعددية السياسية لاعلان مطالبها، واتخذت من الشارع منبرا لمطالبة السلطات الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية واقرار تدريسها وانشاء قناة اذاعية وأن تتبع لاحقا بأخرى تلفزيونية وصحف يومية.
واغلب هذه المطالب تحققت لكن بعد صدامات عنيفة مع السلطات في الجزائر.
وتتفادى السلطات الجزائرية اعطاء التقديرات الرسمية لعدد سكان الأمازيغ، وتذهب جهات امازيغية الى القول أن غالبية سكان الجزائر ينحدرون من أصل أمازيغي، ودون تقدير لعددهم.
الأمازيغ يتوزعون على شكل قبائل وبتسميات مختلفة، وهي الزواوة، و تقطن في منطقة تيزي أوزو والشاوية في الشرق الجزائري ،والطوارق في الصحراء الكبرى جنوب الجزائر ، والاباضيون بوادي ميزاب وسط البلاد، وأخيرا قبائل شينوا أوما يعرف عنهم بالشلوح القاطنين في الجهة الغربية من العاصمة على سواحل البحر الأبيض المتوسط .