هو علم من أعلام منطقة الهقار، مؤمن بأن شعر الأمزاد هو سجل لتاريخ الرجل الترقي ورمز من رموز هويته الامازيغية الصحراوية، هو الشيخ محمد حمدة عجلة الشاعر الفنان الرافض أبدا عصرنة فن الامزاد كلمات وإيقاعا. التقته ''الحوار'' على هامش المهرجان الوطني للاغنية الامازيغية فكانت لها معه هذه الجلسة. كيف كانت بدايتك في نظم الشعر؟
- بدأت نظم الشعر منذ كان عمري 12 عاما، فقد كنت أسكن بمنطقة ادلس التي تبعد عن تمنراست بحوالي 220 كلم، حيث كنت أحضر حفلات الاعياد والاعراس التي تقام بالمنطقة تحت إيقاعات الأمزاد والتندي، وكنت أسمع أشعارا أمازيغية قديمة نظمت من قبل أوائل الشعراء التارقيين، وتبلورت قدراتي على نظم الشعر باعتكافي في الصحراء بعيدا عن ضوضاء المدن لأننا بمنطقة الاهقار نؤمن بأن الشعر لا يلقن بالمدارس أو الجامعات.
ماالفرق بين موسيقى التيندي والأمزاد؟
- يقتصر الفرق بين الطابعين في اللهجة والطريقة التي يقدم بها النوعان، فالتيندي تمارسه النساء غناء أو عزفا أما الرجال فيكتفون بالاستماع والتفرج وهم على ظهور الجمال، ولا تؤدى الامزاد إلا بعد الانتهاء من وصلة التيندي حيث تمثل الامزاد منافسة فنية بين عزف المرأة وشعر الرجل تفصل فيها تصفيقات الجمهور للطرفين.
وفيما يخص الشعر الذي تقدمه أثناء هذه المنافسة هل هو وليد اللحظة أم أنك تحفظه من ديوان الشعر الامازيغي؟
الشعر الخاص بالامزاد ظهر مع أوائل من جاؤوا بهذا النوع من الموسيقى وبالتالي فالرجل الترڤي يكرر ما قاله أسلافه من قصائد ثورية وأخرى سلمية، ولكن هذا لا يمنع أن يلقي الشاعر بعض الأبيات التي تكون وليدة لحظة حماسية تخلقها موسيقى الامزاد في نفس الشاعر، مما يشكل لوحة فنية جميلة الصوت والصورة.
من المعروف أن المجتمع الترڤي مازال مبنيا على ترتيب معين للطبقات الاجتماعية، فهل يقتصر عزف الامزاد على طبقة معينة أم أنه يسمح للعامة بممارسته؟
- صحيح أن مجتمعنا مقسم إلى طبقة المرابطين (الاشراف) وطبقة البدو الرحل، غير أن الامزاد خاص بكل الامازيغيين إلا أنه وللأسف ماتزال أقلية فقط تجيد أداء هذا النوع من الموسيقى الشعرية التي تمثل تراث منطقة الاهقار.
من خلال كلامك يتضح أن للأمزاد أهمية كبيرة في حياة المجتمع التارقي؟
الامزاد هو بمثابة الدواء الشافي لروح الرجل الترقي الذي يجد راحته بسماع إيقاعات آلة الامزاد وأشعاره سواء أكان في حالة غضب أم هدوء، فالامزاد سلاح ذو حدين يعزف من أجل إثارة الرجال أو تهيئتهم في حالة أي مشاكل مع القبائل الاخرى.
لاحظنا أن الأمزاد يمارس حاليا من قبل نساء ورجال كبار في السن، هل هناك وعي بضرورة تعليم هذا الفن للشباب من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الصحراوي؟
- أكيد أننا نعي ذلك ونحاول جاهدين الحفاظ على الامزاد لأنه بالنسبة لنا جزء من هويتنا، ونحن ندرك أيضا أن فقدان آلة الامزاد والشعر الترقي هو فقدان لتاريخ الرجل التارقي وماضيه وأنا شخصيا لدي 6 أولاد أعلمهم حاليا شعر الامزاد وألحانه، ويمكنني اليوم أن أقول إنني مطمئن على مستقبل الامزاد معهم.
وهل يسمح للشباب بعصرنة الامزاد؟
- لا يمكن أن يقدم الامزاد بطريقة عصرية أو أن يضاف إليه أي نوع من أنواع الايقاعات الحديثة أو الكلمات البسيطة التي تقدم بها باقي الطبوع الموسيقية الاخرى، بل وأريد الإشارة إلى أن التارقي يرفض هذا النوع من التحديث خاصة وأنه لدينا طبوع موسيقية خاصة بالأعراس والأعياد تؤدى بدافع خلق البهجة والفرح، أما الامزاد فهو نوع من العلاج الروحي.