نصف أطباء الصداع في ألمانيا يعانون من الصداع النصفي
أتثبت دراسة ألمانية أن الأطباء المختصين بعلاج أمراض الصداع يعانون هم أنفسهم من الصداع، وأن اختيارهم دراسة هذا التخصص جاء نتيجة للمعاناة، لكن الطريف أن هؤلاء الأطباء يعالجون أنفسهم بطريقة تختلف عن معالجتهم لمرضاهم. يبدو أن مرضى الصداع سيجدون في طبيبهم المعالج إنسانا يحس بآلامهم أكثر من أي إنسان آخر، فقد أثبتت دراسة نشرت نتائجها أمس الخميس ( 22 يناير/ كانون الأول 2009) أن نصف أطباء الصداع في ألمانيا يعانون هم أنفسهم من الصداع النصفي.
كما أظهرت نتيجة الدراسة، التي أجراها فريق بحث تابع لجامعة مونستر بألمانيا بقيادة البروفيسور شتيفان إيفرس طبيب الأعصاب ونائب رئيس الجمعية الألمانية لأمراض الصداع والصداع النصفي، أن نسبة الأطباء الذين يعانون من الصداع في الأفرع الطبية الأخرى، تبلغ 15 في المائة.
الطريف أن الدراسة أظهرت أن الأطباء الذين يعانون من الصداع النصفي يتعاطون عقاقير مضادة للصداع أقل من الكم الذي يصفونه لمرضاهم. غير أن الدراسة لم تتمكن من التوصل إلى السبب الذي أدى إلى انتشار الصداع بين الأطباء المتخصصين في علاجه إلى هذا الحد!
كيف يعالج الأطباء أنفسهم؟Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: هل للمعاناة الشخصية دور في اختيار الطبيب لطبيعة التخصص الدراسي؟ هذا ما تقوله الدراسة. بيد أن بعض هؤلاء الأطباء أفادوا بأن إصابتهم بهذا المرض هي السبب وراء اختيارهم لهذا التخصص. من ناحية أخرى ساعدت الإصابة هؤلاء الأطباء في استيعاب الأعراض الدقيقة لهذا المرض وتشخيصها على أنفسهم. فضلا عن أن الدراسة أظهرت أن طلبة الطب الذين يعانون بطبيعتهم من الصداع يعرضون عن اختيار تخصص مثل الجراحة و يميلون لدراسة تخصص مثل الأعصاب.
الجدير بالذكر أن الدراسة أظهرت أن 50 في المائة فقط من الأطباء الذين يعانون من الصداع يتناولون عقاقير مضادة للصداع في الوقت الذي يوصي فيه هؤلاء الأطباء جميع مرضاهم بلا استثناء بتناول هذه العقاقير. وترى الجمعية الألمانية لأمراض الصداع أن الدراسة تعد بمثابة دليل على أن طريقة علاج الأطباء للمرض في حالة التعامل مع المرضى تختلف عن طريقتهم في حالة العلاج الذاتي.