بينما أجرى رئيس جمهورية قرغيزيا محادثات مع الرئيس الروسي في موسكو في 3 فبراير، أعلن قائد قوات الدفاع الجوي القرغيزية أن ثمة خطة تقضي بنشر "منظومات صاروخية تقدر على تدمير الأهداف الجوية" في جنوب قرغيزيا.
ويقول خبراء قرغيزيون إن قرغيزيا تأمل في أن تساعدها روسيا على تنفيذ هذه الخطة وتطبيقها على أرض الواقع.
وربما لم يأت إعلان الرئيس القرغيزي باقييف في موسكو نيته مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بإجلاء قاعدتها العسكرية عن قرغيزيا، مجرد صدفة. ذلك لأنه قيل إن موسكو التي لا يرضيها وجود القاعدة التابعة للقوات الجوية الأمريكية في قرغيزيا عرضت على الرئيس القرغيزي الحصول على قرض قدره ملياران من الدولارات الأمريكية مقابل أن يزيل القاعدة العسكرية الأمريكية، علما بأن الولايات المتحدة تدفع حوالي 150 مليون دولار لقرغيزيا سنويا لكي تستمر القوات الجوية الأمريكية في اتخاذ مطار العاصمة بشكيك "مناس" قاعدة لها.
واعتبر الخبراء أن الرئيس باقييف وجه رسالة إلى واشنطن مفادها أن عليها أن تدفع أكثر.
وكانت القيادة القرغيزية حريصة على المحافظة على علاقات ودية مع روسيا والولايات المتحدة على نحو سواء منذ أن أصبحت قرغيزيا دولة مستقلة قائمة بذاتها إثر تفكك الاتحاد السوفيتي. أما الآن، وفيما تبدأ روسيا تحركها نحو منطقة آسيا الوسطى السوفيتية سابقا بينما ينوي الرئيس الأمريكي أوباما إرسال أكثر من 30 ألف جندي أمريكي آخر إلى أفغانستان لتكثيف الحملة العسكرية هناك، فلا يعود بإمكان الرئيس القرغيزي أن يجلس على كرسيين اثنين في آن واحد. ويبدو أن الرئيس باقييف اختار أن يجلس على الكرسي المتعلق بروسيا.
ومن جهة أخرى بدا من الواضح أن الولايات المتحدة احتاطت لاحتمال إجلاء قاعدتها عن قرغيزيا، فأرسلت روبرت سيمونس، المبعوث الخاص لحلف شمال الأطلسي، إلى منطقة آسيا الوسطى ليبحث مع قادة بلدان المنطقة إمكانية نقل هذه القاعدة إلى بلد آخر.
("نيزافيسيمايا غازيتا" 4/2/2009 - وكالة نوفوستي)