محادثات بين الدوحة وأنقرة ستعلن نتائجها قريبا

محادثات بين الدوحة وأنقرة ستعلن نتائجها قريبا
الدبلوماسية التركية لقطع الطريق أمام إيران

لم تهدأ الدبلوماسية التركية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. جاءت تصريحات الرئيس التركي عبد الله غول، أول أمس، من العربية السعودية، بضرورة إشراك حركة حماس في أي حوار، لتقول إن تركيا عرفت كيف تتعامل في السابق مع القضية، وإنها قادرة اليوم على تقديم ما هو أكبر للعرب.
تزامن تنقل غول إلى الرياض مع وصول رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم إلى أنقرة، للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وقالت تقارير إعلامية إن محادثات الرجلين تركزت على مرحلة ما بعد الحرب على غزة، وإنها تحمل مؤشرات إيجابية جدا في الموضوع، سيتم الإعلان عنها في وقت قريب.
وقد علق متابعون على كون التحركات التركية الأخيرة، تندرج ضمن سعيها لقطع الطريق على إيران، أمام ''محاولات تأثيرها على المبادرة المصرية المطروحة حاليا لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وللتوصل إلى مصالحة فلسطينية''.
والأصل أن تركيا لا تريد تمددا إيرانيا نحو سوريا أو لبنان أو فلسطين، ولا تريدها أن تملأ الفراغ الذي يمكن أن يتركه انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وهي تحاول الآن لعب الدور الذي طالما نادت به أصوات عربية، رغبت في دور تركي ضد إسرائيل.
ويرى المتتبعون أنه رغم تقاطع مصالح الطرفين الاقتصادية والعسكرية، ورغم الإصرار التركي على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن هناك ملفات يمكن أن تتصادم حولها وجهات نظر الجانبين، وبالتالي هناك مجال كاف، كي تلعب تركيا دورا إيجابيا لصالح العرب.
وقد بدأ تعارض المصالح، بالفعل، يتحدد منذ 2003، إذ أكد محققون غربيون نشر إسرائيل مئات الرادارات لرصد التحركات الإيرانية، وبخاصة أنشطتها النووية، ما شكل انزعاجا كبيرا لدى أنقرة.
كما تصادمت مصالح تركيا بإسرائيل، حول إمكانية قيام دولة كردية شمال العراق، مع وجود مؤشرات بتقدم المسار السياسي في العراق باتجاه انتقال الأكراد من الحكم الذاتي إلى الاستقلال، بينما ترى إسرائيل في ذلك دعما ضروريا لأمنها، من الجانب الإيراني.
وبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006، جاءت مشاركة تركيا في قوات اليونيفيل، لتوضح طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه في المنطقة. وتلا ذلك جهود أنقرة في الوساطة بين إسرائيل وسوريا. ومع الحرب الإسرائيلية على غزة، توضح الدور التركي أكثر، بطلب مصر دعم مبادرتها المطروحة. وبدا الموقف التركي أكثر حزما تجاه إسرائيل من مواقف الدول العربية، ما أثار شكوكا حول طبيعة ما تريده من المنطقة.
وبغض النظر عن ضغط الشارع التركي، لاتخاذ إجراءات رادعة لإسرائيل، فإن أغلب التحاليل ترجع نشاط أنقرة المتزايد، إلى تقاطع ذلك برغبة غربية لإسناد دور وسيط لتركيا في المنطقة، على خلفية أن بإمكان الأخيرة تصدير نموذج إسلامي معتدل على أسس علمانية، في مواجهة ما يراه الغرب مدا أصوليا متطرفا.

محادثات بين الدوحة وأنقرة ستعلن نتائجها قريبا

محادثات بين الدوحة وأنقرة ستعلن نتائجها قريبا :: تعاليق

محادثات بين الدوحة وأنقرة ستعلن نتائجها قريبا

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة