باكستان تمنح متشددين فرصة ممارسة قوانينهم الإسلامية
باكستان تعقد إتفاقا مع متشددين للتطبيق الشريعة الإسلامية.
بيشارو، باكستان(CNN)-- وافقت الحكومة الباكستانية الاثنين على السماح لأصوليين يمثلون الحركات "المتشددة" في البلاد، تطبيق الشريعة الإسلامية في بعض المقاطعات الحدودية بالشمال الغربي، والتي تضم منطقة وادي سوات.
وجاءت هذه الاتفاقية التي تمت في منطقة بيشاور، عقب محادثات أجريت بين ممثلي التنظيمات المتشددة الموالية لحركة طالبان، وعلى رأسهم مولانا صوفي محمد، والحكومة المحلية، والتي انتهت بإعلان طالبان هدنة لمدة عشرة أيام في منطقة وادي سوات، إحدى أكثر المناطق الشاهدة على مواجهات دامية بين مسلحي طالبان والقوات الحكومية، وذلك بحسب ما قاله أمير حيدر حوتي، رئيس وزراء حكومة إقليم الحدود الشمالية الغربية.
كما أطلقوا السبت الماضي سراح مهندس صيني اختطف قبل خمسة أشهر كبادرة حسن نية من جانب المتشددين.
وقال المتحدث باسم الحركة "المتشددة" مسلم خان، إن الهدنة جاءت كبادرة حسن نية من قبل عناصرهم تجاه الحكومة المحلية.
ونقل عن وزير الإعلام بالإقليم ، ميان افتخار حسين، قوله: "بعد مفاوضات ناجحة، ستلغى جميع القوانين غير الإسلامية المتعلقة بالنظام القضائي، وتلك المتعارضة مع القرآن والسنة، وستعتبر باطلة."
وحذر عدد من المحللين السياسيين والنقاد من تبعات هذه الخطوة، منتقدين القرار الصادر عن الحكومة، ومعتبرين أنها ليست إلا "فرصة ممنوحة للمليشيات الإسلامية الأصولية، لإعادة توحيد صفوفها، وكسب المزيد من القوة."
ومنطقة وادي سوات، التي تخضع من الأساس لقوانين إسلامية منذ فرض سيطرة عناصر من حركة طالبان عليها، تعتبر إحدى المناطق الأكثر جاذبية لقضاء العطلات واجتذاب السياح في باكستان، حيث وصفها البعض "بسويسرا باكستان"، قبل أن تصبح تحت سيطرة أنصار طالبان.
وتعتبر هذه الخطوة أساسية، منذ بدء محاولات الحكومة الباكستانية صد تحركات الميليشيات المتشددة ومنعها من التوغل بشكل أوسع في البلاد، متبعة أسلوبا دبلوماسيا في مناطق يعتقد أنها معقل لتنظيم القاعدة.
cnnad_createAd("121664","http://ads.cnn.com/html.ng/site=cnn_arabic&cnn_arabic_pagetype=article&cnn_arabic_pos=180x150_rgt&cnn_arabic_rollup=world&page.allowcompete=yes¶ms.styles=fs","150","180");
cnnad_registerSpace(121664,180,150);
وكانت الحركة المتشددة، التي أطاح بها الغزو الأمريكي عن سدة الحكم في أفغانستان في أواخر عام 2001 واقتصر تواجدها في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، قد وسعت نفوذها إلى داخل الأراضي الباكستانية، وفي مدن كبرى ، مثل بيشاور ووادي سوات.
وأدت تلك السيطرة المتشددة إلى هروب الآلاف من السكان وتدمير مئات المدارس والمراكز الصحية التابعة للحكومة المركزية في إسلام آباد.