لندن، إنجلترا (CNN)--
كشف دبلوماسي بريطاني بارز، أن إيران عقدت اجتماعات سرية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لمقايضة وقف استهداف قوات التحالف في العراق وعدم تقويض العملية السياسية هناك، مقابل تخلي الغرب عن معارضته لبرنامجها النووي.
وفي المقابل، رفضت طهران التصريحات ووصفتها بـ"المزاعم الواهية."
وقال مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، جون سورز، في برنامج وثائقي بعنوان "إيران والغرب: مواجهة نووية"، بثته هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" السبت: "الإيرانيون سعوا لعقد صفقة يوقفون بموجبها قتل قواتنا في العراق مقابل السماح لهم بالاستمرار في برنامجهم النووي.. نوقف قتلكم في العراق وتقويض العملية السياسية هناك وتسمحون لنا بمواصلة برنامجنا النووي دون إلزامات أو عوائق.""
وذكر سورز أن أيران بدأت "تسويق" اقتراحها إبان ذروة الهجمات بالقنابل التي تزرع على جنبات الطرق في العراق، والتي أوقعت عدداً كبيراً من الضحايا تحديداً، بين القوات الأمريكية والبريطانية عام 2005.
وأفاد أن مباحثات سرية عقدت مع دبلوماسيين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في فنادق بعواصم تلك الدول، وأردف: "ومن ثم نقارن نحن الثلاثة ملاحظاتنا."
ورفضت الحكومة البريطانية العرض الإيراني واستأنفت الجمهورية الإيرانية مجدداً برنامج تخصيب اليورانيوم، وفق "BBC."
وتتهم الولايات المتحدة والغرب إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، وهي تهم تنفيها الجمهورية الإسلامية بالتأكيد على حقها في امتلاك تقنية نووية سلمية لأغراض مدنية.
وقال قشقاوي إن إيران شاركت بشكل فاعل في الندوات والمؤتمرات الدولية بشأن أفغانستان والعراق، وقد أكدت دوما على عودة السلام والاستقرار إلى هذين البلدين"، مضيفا أن إيران كان لها في هذا المجال محادثات وتعاون منتظم مع القوات الدولية.
وأكد قشقاوي أن كبار مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية صرحوا مراراً بأن إيران ليس لها أي دخل في الهجمات المحلية على القوات الأمريكية والبريطانية، مشدداً على أنه لا توجد أي قرائن وشواهد على هذه المزاعم الواهية، بحسب "مهر."
وأجمع مسؤولون سابقون في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، وآخرون بريطانيون، على أن إيران والغرب شارفا على التوصل لاتفاقيات مرات عديدة خلال السنوات الماضية، إلا أنها لم تكلل بالنجاح.
وقال نيك بيرنز، مسؤول سابق عن سياسة وزارة الخارجية الأمريكية تجاه إيران أثناء ولاية بوش: إن أسلوب انتهاج سياسة صارمة تجاه الجمهورية الإسلامية لم يكن فاعلا.
وأضاف بيرنز: "أوصينا بتغيير النظام، كما اتخذنا مواقف تهديدية قوية تجاهها، لكن كافة تلك المواقف لم تجد نفعا."
وتزامن بث البرنامج الوثائقي البريطاني مع تقرير"معهد العلوم والأمن الدولي ISIS"، مقره واشنطن، أشار فيه إلى بلوغ علماء إيران مرحلة "تحقيق اختراق نوعي في مجال القدرات النووية"، رغم أنه يخلص إلى أن طهران لم تصل مرحلة صنع أسلحة نووية حتى الآن، ولكنها باتت تمتلك ما يكفي من اليورانيوم متدني التخصيب لصنع سلاح نووي واحد.
واعتمد معهد ISIS على تحليل النتائج التي صدرت في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA حول البرنامج النووي الإيراني الذي يعود تاريخه إلى 19 فبراير/ شباط الجاري.
ورغم إبداء الجمهورية الإسلامية والغرب رغبتهما في عقد حوار مباشر بين الجانبين، إلا أن العلاقات بين الطرفين يسودها التوتر.
وناقض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سياسات سلفه تجاه إيران، وأبدى رغبته في عقد حوار مباشر مع حكومة طهران.
وقال أوباما، في أول كلمة له حدد فيها ملامح السياسة الخارجية لإدارته "هناك تراكم من عدم الثقة تنامى على مر السنوات والأمر لن يحدث بين ليلة وضحاها.