رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان
©ارشيف اف ب - كريس بورونكلي
القاهرة (ا ف ب) - دعا مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان في كلمته في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني برعاية مصر الخميس في القاهرة الفلسطينيين الى اتخاذ قرارهم بشكل مستقل والابتعاد عن التوازنات الاقليمية.
وقال اللواء سليمان في كلمته التي نقلها التلفزيون المصري "اجعلوا قراركم بايديكم وابتعدوا عن التوازنات الاقليمية" مشددا على ان الهدف من الحوار الوطني الفلسطيني الشامل هو وضع "الية لتحقيق هدف رئيسي وهو انهاء الانقسام".
واكد ان "انهاء الانقسام امر ليس صعبا او مستحيلا فكل ما يتطلبه ان نخلص النوايا وان تتوفر الارادة التى تمتلكونها".
وحذر سليمان، الذي يتولى منذ عدة سنوات الملف الفلسطيني وسبق ان رعى مؤتمرا للحوار الوطني عقد في القاهرة في كانون الاول/ديمسبر 2005، من اهدار فرص تسوية تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني قائلا "اننا جميعا نتطلع الى فهم مدقق للمتغيرات الدولية والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والفرص المتاحة والممكنة والتي ان ضاعت لن تعود ابدا كسابقاتها".
ويشارك 13 فصيلا فلسطينيا، من بينهم حركتا فتح وحماس، في الحوار اضافة الى شخصيات فلسطينية مستقلة وجهت مصر اليها الدعوة من بينها وزير الاعلام السابق مصطفى البرغوثي ورجل الاعمال منيب المصري وعضو المجلس التشريعي راوية الشوا.
وسيستمر مؤتمر الحوار الوطني يوما واحدا يتم خلاله حسب ما قال اللواء سليمان تشكيل اللجان الخمس التي ستنبثق عنه وتسمية اعضائها "وتحديد مهامها وطبيعة عملها".
وستبحث هذه اللجان خمس قضايا هي: تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، الاتفاق على ترتيبات وموعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في الاراضي الفلسطينية، اعادة هيكلة الاجهزة الامنية الفلسطينية على اسس مهنية وليست فصائلية، اعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لضم حركتي حماس والجهاد اليها ولجنة لبحث اجراءات المصالحة على الارض.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن "مسؤول مصري رفيع" انه "ستكون هناك لجنة سادسة تضم مصر والجامعة العربية تسمى لجنة التسيير تكون مهمتها الاستعداد للتدخل من أجل العمل على حسم أي خلافات تظهر خلال اجتماعات اللجان".
واوضح المسؤول الرفيع انه يتوقع ان ينتهي الحوار الى "تشكيل حكومة +توافق وطني+ يرجح أن يتم الانتهاء من تشكيلها فعليا فى نيسان/ابريل المقبل، وتكون مهمتها الأساسية تسيير الأمور في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، والإعداد لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني ورئاسة السلطة الفلسطينية المقررة في كانون الثاني/يناير 2010".
وقال هذا المسؤول ان مصر تأمل في ان "يتم التوافق على برنامج مقبول فلسطينيا ودوليا لهذه الحكومة على ان تترأسها شخصية مستقلة مدعومة من جميع التنظيمات وتضم عناصر من حماس وفتح وكل التنظيمات ومستقليين وتكنوقراط مع اسناد رئاسة الوزراء ووزارات السيادة لمستقلين حتى لانعطى أى فرصه لمقاطعتها من بعض الجهات الدولية".
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند صرح الاربعاء في القاهرة ان بلاده ملتزمة بموقف الاتحاد الاوروبي الذي يؤيد تشكيل "حكومة تكنوقراط فلسطينية انتقالية تحت قيادة" رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على ان تتولى اعادة اعمار غزة والاعداد للانتخابات".
غير ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قال للصحفيين ان "الجهد المصري ينصب الان على اقامة حكومة وحدة وطنية او حكومة توافق اما صياغة شكل هذه الحكومة وهل ستكون حكومة تكنوقراط او حكومة شخصيات او حكومة ائتلاف فذلك امر من المبكر الحديث عنه".
وشدد الرئيس محمود عباس الثلاثاء على ضرورة التزام حكومة الوحدة الوطنية التي ستنبثق عن الحوار بالاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.
واكد اللواء سليمان ان اللجان الخمس ستبدأ عملها في الثامن اذار/مارس المقبل "من اجل بدء عمل جاد ومتواصل لانجاز مهامها وصولا الى بلورة رؤية متكاملة متوافق عليها في اطار ويقة لتحقيق المصالحة".
واوضح انه اذا ما انجزت هذه الوثيقة فان مصر ستدعو الى "اجتماع موسع في القاهرة بحضور القيادات الفلسطينية وبمشاركة عربية لاعلان نجاح جهود" المصالحة الفلسطينية.
وكانت حركتا فتح وحماس اعلنتا مساء الاربعاء في القاهرة انهما توصلتا الى اتفاق حول وقف الحملات الاعلامية واطلاق معتقلي حماس في الضفة الغربية تدريجيا.
وبعد ان اجهض مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي كانت مصر دعت اليه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بادرت مصر الى تقديم دعوة جديدة للمصالحة الوطنية الفلسطينية عقب قيام اسرائيل بحربها على غزة التي استمرت 22 يوما (منذ 27 كانون الاول/ديسمبر الى 18 كانون الثاني/يناير).
ويعقد مؤتمر المصالحة الفلسطينية قبيل بضعة ايام من مؤتمر دولي حول اعادة اعمار غزة سيعقد الاثنين المقبل في مدينة شرم الشيخ لتوفير الموارد المالية اللازة اعادة بناء ما هدمته الة الحرب الاسرائيلية.