بي بي سي - الجزائر
ينتشر الامازيغ في شمال القارة الافريقية
|
كشفت فعاليات الذكرى الثامنة والعشرون لأحداث الربيع الأمازيغي التي جرت بمدينة تيزي وزو معقل نشاط الحركة الثقافية البربرية عن ملامح لتحولات في تعاطي الحركة مع مطالب الهوية منذ ان رفعتها في وجه السلطات الجزائرية بداية من 20 ابريل 1980.
ومن ابرز ملامح الذكرى انقسام الشارع بين اربع تيارات سياسية وكل واحد منها يحمل مشروعا سياسيا مغايرا للآخر مما يوحي للملاحظين بوجود شرخ كبير بين زعماء التيارات الأربعة التي يحاول فيها كل طرف تبني مطالب الأهالي الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
الوافد الجديد الى حلبة الصراع في المنطقة يتمثل في حركة الماك، ويتزعمها المطرب فرحات مهني ويعرف عنه ولاؤه لفرنسا كما صرح في مناسبات عديدة، ويحمل مشروعا سياسيا يدعو الى الانفصال واقامة دولة للقبائل، وردده انصاره في مسيرة لم تكن مؤثرة لكون غالبية الأهالي في نظر المراقبين ترفض مثل هذه الدعوات، وتتمسك بالجزائر واحدة موحدة .
ويناقض هذا الطرح الدكتور سعيد سعدي زعيم التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية وعبر في تظاهرة امام انصاره ان مروجي هذه الدعوة لم يفهموا رسالة احداث ابريل 1980 وهو مايعني برأي المراقبين رفضا مطلقا لهذه الدعوة التي تشكل تهديدا لاستقرار الجزائر .
وفي سياق متصل ابدى التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية تمسكه بالخيار الديموقراطي، ويرى فيه على حد قوله كما صرح للبي بي سي الوسيلة التي تمكن الجزائر الخروج من الأزمات التي تعصف بها في الأعوام الأخيرة، ولم يتردد في السياق نفسه المطالبة برفع القيود عن الحريات التي تتعرض بحسب مزاعمه الى تضييق وانتهاك صارخ .
وتبدو جبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين آيت احمد متمسكة بموقفها الذي يوصف بالعدائي لغريمها التقليدي في منطقة القبائل التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية، واكدت في مسيرة موازية موقفها المناهض لنظام الحكم ، وجددت مطلبها بتغيير جذري كما ورد في شعارات مناصريها لاقامة نظام منبثق عن خيار شعبي لاخيار المخابر.
وكانت حركة المواطنة التي برزت على ساحة الأحداث في منطقة القبائل كنتاج لما تزعمه عن فشل الأحزاب السا بقة الذكر في تحقيق مطالب الأمازيغ، وتمكنت منذ ظهورها في احداث عام 2001 من الاستحواذ على المنطقة بشكل واسع ،لكن الا نشقا ق الذي وقع في صفوفها بين معارض ومؤيد للحكومة ترك آثارا سلبية عن شعبيتها ، وتراجعت لتعود في الذكرى الثامنة والعشرين لأحداث الربيع الأمازيغي بتنظيم مسيرة ، وكانت اقل حجما مقارنة بمسيرات قادتها في الأعوام الماضية .
وشبه متابع للشأن الأمازيغي فعاليات ذكرى الربيع الأمازيغي على حد قوله بمؤشر عن خريف امازيغي، وان صراع الزعامات قد يكون من الأسباب الجوهرية في اخماد حركة الثقافة البربرية.
سياسة ضغط الشارع التي مارستها حركة الثقافة البربرية مكنتها منذ الانطلاقة ابريل 1980 من دفع الحكومة الى الرضوخ لمطالبها، وانتزعت اهم مطلب، ويتمثل في اعتراف النظام بالأمازيغية كلغة وطنبة رسمية وادرجت في الدستور باقرار من البرلمان بعد احداث صيف 2001 التي سقط فيها 127 قتيلا من مناصري القضية الأمازيغية .
وتتوزع قبائل الأمازيغ في الجزائر على مناطق عدة ،ويطلق على كل منطقة تسمية مختلفة، حيث تقطن قبائل الشاوية في شرق الجزائر والطوارق في الجنوب والاباضيين في الوسط والزواوه في منطقتي تيزي وزو وبجايه شمال الجزائر على سواحل المتوسط .
وفي كل هذه المناطق تعداد الأمازيغ يبقى مغيبا، ولا توجد تقارير عن تعدادهم .