من وصايا الجنرال فدراب الحاكم العسكري الفرنسي :عدم مساعدة العرب الطوارق على الاستقرار

العرب الطوارق المنسيون في ذاكرة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان،

بسم الله الرحمن الرحيم
العرب الطوارق المنسيون في ذاكرة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ، حكومات بلدانهم في الذكرى الستين للإعلان الْعالمي لحقوق الإنسان .

يبدو أن الحكومات المتعاقبة في جنوب الصحراء الْكبرى في كل من مالي والنيجر تنفذ توصيات الجنرال فدراب الحاكم العسكري الفرنسي إبان فترة الاستعمار لدول غرب إفريقيا ، حيث طلب في وثيقة موجودة حاليا في الأرشيف الفرنـسي ولدى حكومات تلك البلدان عدم تقديم أي خدمات وأي وسيلة تساعد الـعرب الطوارق على الاستقرار والاندماج في الحياة اليومية وعدم تعليم أطفالهم في المدارس كعقاب جماعي لهم بعد رفضهم للمساهمة في المجهود العسكري البشري في الحرب العالمية الثانية فقد فرض عليهم بعد ذلك تقديم اللحوم للجيش الفرنسي ، حيث جاء في توصيات الحاكم الفرنسي :
(( اتركوهم للجهل والعطش والجوع و الأوبئة والأمراض حتى ينقرضوا ....)). علماً بأن هؤلاء المساكين قد دفعوا ثمن رفضهم للتعامل مع المستعمرين الفرنسيين إضافة إلى اتهامهم بمساعدة الثوار الجزائريين إبان الثورة الجزائرية حيث أبيدت الْعائلات بالكامل لتعرضهم للإشعاع النووي الفرنسي أثناء التجارب الفرنسية في الصحراء الواقعـــة بين الْجزائر ومالي
(منطقة أزواد حاليا)وقد تعرضت البيئة إلى الهلاك والخراب المتعمديْنِ مما أدى إلى تعاقب موجات الجفاف لعدم سقوط الأمطار وموت الحيوانات ، مصدر الرزق الوحيد في المنطقة إضافة إلى ظهور حشرات بيولوجيه تمنع من نمو الأشجار وتفقير التربة من عناصرها البيولوجيه حيث أصبحت لا تنبت مهما أرتفعت نسبة هطول الأمطار وانقرضت الحيوانات البرية وكثرت الأمراض وظهرت التشوهات الخلقية بين المواليد .
وقد قطعت النساء والأطفال والشيوخ والشباب آلاف الكيلومترات سيراً على الأقدام بحثاً عن طوق النجاة محاولين النجاة من الهلاك المحتوم والإبادة المحققة متجهين إلى أرض كل المقهورين والمضطهدين والمحرومين ترنو أبصارهم إلى الأشقاء في الشمال وتهفو قلوبهم للأمان والاستقرار .
وقد حاولت ليبيا إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتوفير كل الخدمات الممكنة من التعليم والصحة والمعاش لهم ورفع مستوى الوعي لديهم ولم شملهم إلا أن حجم المأساة يتطلب جهوداً كبيره في أماكن أخرى من تواجدهم في الصحراء ودول الإقليم ...
وقد تدعي المنظمات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان الاهتمام بحقوق الإنسان انطلاقا من المعايير الإنسانية التي لا تفرق بين الجنس والدين والعرق ،في الجنوب والشمال والغرب والشرق ، وقد روج الإعلام العالمي بدوره هذه الادعاءات دون نظر إلى ما وراءها من دوافع ومدى مصداقيتها وخُصصت الدراسات والتقارير لأوضاع حقوق الإنسان في أنحاء العالم .... من فلسطين والعراق مروراٌ بدارفور والأوضاع المأساوية في كل من الكونغو وتشاد وزمبابوي وصولاُ إلى أفغانستان وحقوق المرأة والطفل والأقليات في بعض الدول الإسلامية والعربية وانتهاكها لحقوق العمل والتعليم والاضطهاد , وأنشأت العديد من المحاكم لمحاكمة مجرمي الحروب ومن هؤلاء الرئيس الليبيري السابق تشارلز ، واتهام الرئيس السوداني وعدد من قادة الحركة في دارفور ، وقادة التطهير العرقي في صربيا (يوغسلافيا السابقة) ناهيك عن الانتقادات التي وجهت إلى دول العالم الثالث لانتهاكها لحقوق التعبير عن الرأي وعدم مراعاتها للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لعدد كبير من الموطنين وغياب الديمقراطية وغيرها من ألادعاءات ذات المعايير المزوجة.
ونحن بالتأكيد نرحب بالنوايا الحسنة والاهتمام بحقوق الإنسان في كل بلد عربي وإسلامي ،إلا أننا نستغرب تجاهل هذه المنظمات الحقوقية حقوق ما يقارب 4 مليون نسمة في الصحراء الكبرى ، وهم يتعرضون للإبادة الجماعية والمجاعات والتجهيل والفقر والتشريد والتشتيت بين الدول المجاورة ، ناهيك عن عدم تمتعهم بأبسط حقوق الإنسان في أرضهم ، كالمواطنة والهوية والأمان والاستقرار منذ أكثر من 50عاماُ.
وقد تم إجهاض كل المحاولات التي بُذلت لإخراج هذا الشعب من محنته بعد الرحلة الطويلة والشاقة من العذاب والإهانة وتجاهل دوره في النهضة الإنسانية الإسلامية في تلك المنطقة ومساهمته في مقاومة الاستعمار ورفض تقسيم بلدانهم إبان الاستقلال في الستينيات .
وقد حاول أبناء هذا الشعب رد الاعتبار لأمجادهم انطلاقا من حق الإنسان في الحياة والأمن والاستقرار، رافضين فرض أمر الواقع في القرن الواحد والعشرين حيث حققوا نجاحات بفضل وحدتهم وتنظيمهم إلا أنهم يتعرضون للضغوطات والابتزاز واتهامهم بأنهم تجار المخدرات ومتسللون وإرهابيون ويبدو أن هذه الخطوات تأتي في إطار ممارسة الضغط لإرغامهم على التعامل مع الواقع الإقليمي الجديد في ظل غياب أي بديل آخر للحفاظ على ما تبقى من شعبهم الذي أصبح الغنيمة التي يجري الصراع عليها والمساومات السياسية والمشاريع المستقبلية للدول الكبرى والإقليمية دون مراعاة أبسط حقوق هؤلاء المساكين الذين اغتصبت أرضهم وأصبحت مرتعا للقوات الأجنبية والجماعات الإجرامية وقطاع الطرق وما يسمى بالجماعات الإسلامية والهدف من وراء كل هذه الممارسات هو تشويه سمعة الشعب الْعربي الطارقي المسلم الأفريقي ، وتهجريه من أرضه لجعلها لقمة سائغة للجمعيات التنصيرية والإغاثة الدولية في غياب كل الدول الشقيقة والمنظمات العربية الإسلامية .
والأمل الوحيد في صاحب النخوة العربية الإسلامية ..في أرض

الشرفاء .

من وصايا الجنرال فدراب الحاكم العسكري الفرنسي :عدم مساعدة العرب الطوارق على الاستقرار

من وصايا الجنرال فدراب الحاكم العسكري الفرنسي :عدم مساعدة العرب الطوارق على الاستقرار :: تعاليق

من وصايا الجنرال فدراب الحاكم العسكري الفرنسي :عدم مساعدة العرب الطوارق على الاستقرار

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة