التضليل والمبالغة تمهيدا لغزو أمريكى من نوع جديد لأفريقيا

</TD>

التضليل والمبالغة تمهيدا لغزو أمريكى من نوع جديد لأفريقيا

عمر نجيب *

كثفت الولايات المتحدة ومعها عدد من الدول الأوروبية منذ بداية سنة 2008 حملة التحذير والترويج لما يسمونه "خطر توسع نشاط القاعدة" فى منطقة الساحل والصحراء الكبرى. ومنذ أكثر من خمس سنوات وبالضبط بعد سقوط بلاد الرافدين تحت الاحتلال تحاول واشنطن استغلال هذه التحذيرات وما يقع من حين لآخر من عمليات عنف فى تلك المنطقة لتبرير عقد تحالفات عسكرية او للحث على إقامة قواعد لها أو لحلف الأطلسى بدول المغرب العربي، خاصة تلك الواقعة فى شمال غربى أفريقيا والدول الواقعة جنوبها.
ولم يثن واشنطن تعثرها حتى الان فى إيجاد موطئ قدم بشمال غرب القارة السمراء عن الاستمرار فى الضغط من أجل الحصول على قاعدة عسكرية أو مقر لقيادة "أفريكوم" باستغلال ما تسميه "تهديد القاعدة"، أو ما قد يوصف فى القاموس العسكرى بالتضليل فى الدعاية الحربية والذى يمثل جزءا من الحرب.
وقد دفع هذا الاصرار وما احاطه من أحداث وتحركات، بالبعض الى القول أن واشنطن تقف وراء الكثير من أعمال العنف فى المنطقة بإسلوب أو بآخر، وان تنظيم القاعدة ليس أكثر من شماعة أو صناعة أمريكية، خاصة وان غالبية ما تنسب مسؤوليته اليه من عمليات لا تخدم سوى مخططات واشنطن وتقع غالبا فى وقت تكون فيه هذه الاخيرة فى أشد الحاجة له لتنفيذ مخطط ما أو للخروج من مأزق.
والوثائق الامريكية التى رفعت عنها السرية مؤخرا وخاصة ما يتعلق بالتدخلات فى مناطق أمريكا اللاتينية لخير دليل.

بيع الخوف
والعزف على وتر التهديد

فى بداية شهر مايو-أيار الجارى انضم بقوة بعض حلفاء واشنطن الى جوقة العزف على وتر التهديد "الارهابي" فقد حذر مسؤولو استخبارات اوروبيون من ان حلفاء القاعدة فى شمال افريقيا باتوا يشكلون خطرا على المصالح الاوروبية. واشاروا الى ان تنظيم القاعدة الذى يتعرض للملاحقة فى الباكستان وافغانستان والعراق وجد ارضا خصبة وملجأ آمنا فى منطقة الصحراء الكبرى خاصة الجزائر
ونقلت صحيفة "التايمز" عن مسؤول أمنى اوروبى قوله ان تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى يهدف الى انشاء قوس من التأثير من خلال نشر افكار اسامة بن لادن زعيم التنظيم من خلال عدد من التنظيمات الاخرى فى المنطقة.
ونقلت عن ارينست اورلاو، مسؤول الاستخبارات الاجنبية الالمانى قوله ان المانيا تراقب عن كثب نشاطات التنظيم الذى اعلن ولاءه لتنظيم القاعدة واعاد تسمية اسمه من الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى قبل عامين.
وقال ان هناك عددا من الجماعات الجهادية فى المنطقة قد انضمت للتنظيم دون ان يلاحظها احد وتقوم بتقوية وتعزيز افكار بن لادن. وذكر ان ما يتطور هناك، فى الصحراء يجلب اخطارا جديدة على ابوابنا اى اوروبا نظرا لقرب شمال افريقيا لاوروبا.
وكان الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى قد غذى هذه المخاوف مؤخرا حيث تساءل عن امكانية قيام نظام يشبه نظام طالبان فى افغانستان فى واحدة من دول المغرب وتأثيره على أمن فرنسا واوروبا.
وذكرت التايمز ان مسؤولين امنيين من بريطانيا وفرنسا واسبانيا والولايات المتحدة وشمال افريقيا يتفقون على التحذير من المخاطر التى يمثلها تنظيم قاعدة بلاد المغرب الاسلامي.
وهنا يتبين أنهم يجهلون أو يتناسون حركة الطوارق فى مالى والنيجر التى يفوق عمرها وتاريخها ذلك المِؤرخ للقاعدة كما هو الشأن للمعارضة فى التشاد وغيرها.

التضليل والمبالغة تمهيدا لغزو أمريكى من نوع جديد لأفريقيا

التضليل والمبالغة تمهيدا لغزو أمريكى من نوع جديد لأفريقيا :: تعاليق

التضليل والمبالغة تمهيدا لغزو أمريكى من نوع جديد لأفريقيا

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة