كل علاقة زوجية تقترن بمشكلات عدة، لكن وصول الأمر إلى حد الاصطدام هو ماينهي العلاقة، لذلك يرى خبير ألماني ضرورة تحلي الطرفين بفضيلة النسيان، معتبرا الاختلاف بين الجنسين وفهم قواعد لعبة الحب فرصة لعلاقات زوجية سعيدة.
يولي الباحثون في ألمانيا فحص أسباب انهيار العلاقات الزوجية جل الاهتمام، لاسيما على ضوء البيانات الرسمية لمكتب الإحصاء الاتحادي التي تشير إلى وقوع 187 ألف حالة طلاق في ألمانيا عام 2007. لكن من الممكن تجنب معظم حالات الطلاق إذ فطن الزوجان ببساطة إلى قواعد "لعبة الحب والزواج"، كما يقول الطبيب وخبير علم النفس والمؤلف أرنولد ريتسر من مدينة هايدلبرج الألمانية. وقال ريتسر، وهو خبير في العلاقات الزوجية، إن كل زواج يقترن بعدة مشكلات لا يمكن حلها، وإذا ما حاول احد الطرفيين إيجاد حل لهذه المشكلات يحدث الاصطدام في العلاقات الزوجية.
"الزواج الناجح لا يعني التناغم الكامل"
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: وجود الحد الأدنى من التناغم بين الزوجين يضمن استمرارية العلاقات الزوجية وأشار الخبير الألماني في هذا السياق إلى أن بحثه في أسباب الخلافات الزوجية أكد له أن معظم هذه الخلافات تنشأ عادة نتيجة لأسباب واهية مثل وضع علبة معجون الأسنان بطريقة خاطئة. وأضاف الخبير الألماني بالقول إن الرجال والنساء لا يتناسبون مع بعضهم البعض في الواقع، ولكن هذا الاختلاف هو بمثابة فرصة في الوقت نفسه لإنجاح العلاقة، شريطة أن يتقبل الطرفان حقيقة أن الزواج الناجح لا ينشأ نتيجة تناغم كامل بين الطرفين وإنما يجب أن يكون به أيضا اختلافات وتناقضات. وأشار ريتسر إلى وجود العديد من الرجال والنساء المختلفين تماما ولكنهم يعيشون في علاقات زوجية سعيدة وذلك بسبب عدم رغبة أي طرف منهم في تغيير شريك الحياة وإنما احترام كل طرف للآخر ومحاولة رسم الضحكات على شفتيه.
اللجوء إلى "فضيلة النسيان" عند الخيانة الزوجية
وقال الخبير المتزوج منذ 21 عاما والأب لثلاثة أبناء:"في أول مقابلة مع الأزواج أسألهم عن آخر مرة ضحكوا فيها على تصرفات بعضهم". ولكن فكرة الضحك والاهتمام بروح المرح في العلاقة الزوجية لا تنفي أن بعض العلاقات تكون مثقلة بمشكلات مثل الخيانة والتصرفات الجارحة وتفكير بعض الأزواج في معنى فكرة المساواة.
ورأى ريتسر أن فكرة المساواة لها دلالة حسابية بحتة ولذلك لا توجد حاجة إليها في العلاقة الزوجية بمعنى أن تعرض أحد طرفي العلاقة للخيانة لا يعني مطلقا أن يقوم هو بنفس الفعل حتى لا يتحول الأمر إلى معركة انتقامية. ودعا الخبير الأزواج إلى تجنب هذه المعركة الانتقامية واللجوء إلى طريقة زوجية قديمة تتمثل في الصفح وممارسة "فضيلة النسيان" وعدم محاولة توجيه "الخطب" إلى شريك الحياة والتأكيد على الخطأ الذي ارتكبه. وتساءل ريتسر في هذا السياق عما إذا كان رد الاعتبار يقتضي أن يخون الرجل زوجته مع خمس نساء لكي يرد على خيانتها له، أم إن دفع مبلغ ما أو شراء هدية معنية ممكن أن تفي بالغرض؟
وصفة للزواج السعيد
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: اللحظات الرومانسية تضفي أجواء حيوية على العلاقات الزوجية وبعد خبرته الطويلة كمستشار للعلاقات الزوجية ومشاركته في دراسات عديدة في هذا الصدد خلص ريتسر إلى أن سر الزواج السعيد يكمن في "تحمل كل طرف للآخر". وتحدث ريتسر عن "معجزة الزواج" التي تحتاج للكثير من البحث العلمي موضحا أنه على الرغم من ارتفاع حالات الطلاق إنه لا يوجد في تاريخ البشرية نظام اجتماعي عاش فيه أشخاص مع بعضهم لفترات طويلة كما هو الحال في الزواج. وتتلخص وصفة الزواج السعيد في عبارة قالتها امرأة مشاركة في إحدى الدراسات وهي:"عندما زاد وزني قال لي إنه يحب النساء البدينات وعندما نقص وزني قال إنه يحب النحيفات ولكني فهمت في النهاية أنه يحبني أنا".
دوتشه فيله + د ب أ (ع.ج.م)