حذر قائد عسكري إيراني كبير من أن الجمهورية الإسلامية تملك صواريخ بعيدة المدى بوسعها تدمير المواقع النووية الإسرائيلية في حال اعتداء إسرائيل عليها. ومن جانب آخر يتخوف مستشارو الإدارة الأمريكية الجديدة في شؤون السياسة الخارجية من توتر الوضع في الخليج بشكل حاد خلال السنة أو السنتين القادمتين. فيرون أنه بوسع إيران صنع قنبلة ذرية خلال عام واحد، ومن الممكن أن تحرض أنظمة "س ـ 300" الروسية، التي من المفروض أن تحصل عليها طهران من موسكو، على الحرب بين إسرائيل وإيران.
فقد أعلن قائد فيلق حرس الثورة الإسلامية علي جعفري أن "إيران تتسلح حاليا بصواريخ ذات مديات تزيد على ألفي كيلومتر، وقادرة على ضرب الترسانة النووية الإسرائيلية".
وأجرت طهران في نوفمبر تجربة صاروخ "سجيل" بعيد المدى. كما أعلن عسكريون إيرانيون أنه تسنى لهم زيادة مدى تحليق طائرات حربية تتسلح بها إيران، وبوسعها الآن الوصول إلى إسرائيل والعودة دون الحاجة إلى تزود بالوقود في غضون ذلك.
وأعلن نائب قائد فيلق حرس الثورة الإسلامية محمد خرازي قبل يوم من ذلك، أنه تتوفر لدى إيران خطة لتوجيه ضربة انتقامية في حال وقوع اعتداء إسرائيلي.
ويربط المراقبون تصريحات المسؤولين الإيرانيين هذه باحتمال استلام اليميني بنيامين نتانياهو زمام السلطة في إسرائيل، الذي يعتبر من أنصار النهج المتشدد بشأن طهران، وكذلك بعدم استبعاد إمكانية توجيه ضربة إلى منشآت إيران النووية.
هذا ونشر خبراء من معهد سياسة الشرق الأوسط في واشنطن قريبون على إدارة باراك أوباما يوم الأربعاء، تقريرا، جرى التأكيد فيه على قدرة إيران صنع سلاح نووي خلال سنة، كما تمتلك الأخيرة مواد خام لصنع 50 رأسا مدمرا.
وأشار رئيس مجلس الدراسات العسكرية في المعهد الآنف الذكر ويليام شنايدر في مؤتمر صحفي، إلى أنه تسنى لإيران في الآونة الأخيرة، زيادة قدراتها لتخصيب اليورانيوم. وأضاف شنايدر أن "عملية تحويل اليورانيوم الواطئ التخصيب إلى عالي التخصيب تستغرق وقتا قليلا نسبيا، وقد يمر عام أو ما يقارب ذلك، عندما يتيسر لهم صنع السلاح النووي". كما تتوفر لدي إيران، حسب قوله، خامات يورانيوم تكفي لصنع 50 قنبلة.
ويتعلق الاستنتاج الهام الآخر من التقرير بحصول إيران، كما يفترض، على أنظمة "س ـ 300" الصاروخية المضادة للجو الروسية. وأشار شنايدر إلى أن تل أبيب على قناعة الآن، بتوفر الإمكانيات لديها للقضاء على الخطر النووي الإيراني بالوسائل الحربية. ولكن إذا ثبتت صحة تصدير هذا النظام الصاروخي الروسي إلى طهران، فقد يرى القادة الإسرائيليون، حسب قوله، أن تعزيز قوى الدفاع الجوي الإيرانية يحرمهم من إمكانية القضاء على الخطر، ويقررون القيام بالهجوم فورا.
("نيزافيسيمايا غازيتا" 6/3/2009 ـ نوفوستي)