فيينا (6 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، عبد الله سالم البدري، أن المنظمة تواقة لعودة انتعاش الاقتصاد العالمي في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن "اعتدال أسعار النفط منذ صيف العام الماضي ساهم إلى حد بعيد في إغاثة المستهلكين خلال فترة ولو قصيرة". وأوضح البدري في بيان وزعته الأمانة العامة للمنظمة هنا مساء الجمعة أنه "ومع ذلك، إذا ظل السعر المنخفض للنفط قائماً، فإن مرحلة الإغاثة القصيرة الأجل لن يتم ترجمتها إلى مكاسب على المدى البعيد".

وكان الأمين العام لأوبك يرد على تعليقات صدرت عن عدد من كبار المسؤولين في منظمة الطاقة الدولية، وفحواها أن "العالم سوف يحصل على تريليون دولار من الحوافز الاقتصادية في حال بقاء أسعار النفط عند معدل أربعين دولاراً للبرميل الواحد طوال العام" الجاري.

وشدّد البدري على القول "علينا أن نتذكر أن المراحل القصيرة أو المتوسطة أو الطويل الأجل كلها حلقات مترابطة، ومن هذا المنطلق، فإن أسعار النفط ينبغي أن تكون عند مستويات تساهم في الحفاظ على تحقيق نمو اقتصادي مستديم، وذلك من خلال دعم الاستثمارات في قطاع صناعة الطاقة على المدى البعيد وعبر الحدود"، على حد وصفه

وأوضح البدري (ليبيا) أن "لكل مصدر من مصادر الطاقة، وكل نوع من أنواع التكنولوجيا أو المشاريع لها أثمانها ونفقاتها عندما تصبح قابلة للحياة". وأعرب عن اعتقاده أن "أسعار النفط المنخفضة تعني حتماً استثمارات أقل". واستغرب الأمين العام للأوبك تعليقاً للوكالة الدولية للطاقة جاء فيه "أن نقص الاستثمارات الآن قد يهدد إمدادات النفط من قبل منظمة الأوبك بحلول العام 2013، وقد يؤدي إلى ارتفاع هائل بأسعار النفط". وقال "نحن نوافق القول بان فشل الصناعة في الاستثمار سيؤدي إلى أزمة في الإمدادات النفطية بحلول العام 2013، وربما فيما بعد. ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أنه من الأهمية بمكان أن ندرك أن تعليقات الوكالة الدولية للطاقة هي تعليقات تندرج في إطار التضليل والتشويش، لأنه من خلال الترويج لبقاء أسعار النفط عند مستويات 40 دولاراً للبرميل الواحد، وهي بذلك تريد الاستثمارات غير المجدية اقتصادياً على مستوى تلك الأسعار، وهو ما يشكل قصور في الرأي حتى على المدى القصير"، على حد تعبيره.

وأكد الأمين العام أن منظمة أوبك "ستظل ملتزمة بتعهداتها، وضمان استقرار صناعة نفطية مستديمة، ومواصلة الدفاع عن خططها لتعزيز الاستثمارات المنتجة تجاريا"، مشيراً إلى أن منظمة الطاقة الدولية طلبت من منظمة أوبك مراقبة أوضاع السوق النفطية بعناية واهتمام، واتخاذ القرارات المناسبة قبل اللجوء إلى تخفيض الإنتاج. وردّ بقوله "إن منظمة أوبك دائماً تتخذ قرارات دقيقة وصائبة، تأخذ في الاعتبار أهمية التحليل المتوازن على مختلف المستويات وبما يضمن عائدات معقولة ومقبولة، وبما يدعم استقرار السوق، ومصلحة الدول المنتجة والمستهلكة وبما يدعم نمو الاقتصاد العالمي على حد سواء".

وأعرب البدري عن اعتقاده أن اوبك ستعتمد نفس النهج خلال الاجتماع العادي لمجلس وزراء النفط والطاقة المقرر انعقاده في 15 آذار/مارس الجاري في فيينا. وخلص إلى القول إن الوكالة الدولية سبق لها أن شجعت الولايات المتحدة على الاستفادة من انخفاض أسعار النفط من خلال وضع رسوم وضرائب جديدة على المحروقات.