رانيا الصرايرة
عمان - يشكل الاحتفال السنوي الأردني بيوم المرأة العالمي، كغيره من البلدان، وقفة للمنظمات النسائية، لمراجعة ما حققته خلال العام المنصرم، ومناسبة للتأكيد على مطالب حقوقية تسعى المرأة الأردنية للحصول عليها، بهدف تمكينها في كل المجالات.
وعادة ما تنظم المؤسسات احتفالات بيوم الثامن من آذار (مارس)، تتحدث فيها عما حققته وما تنوي العمل على تحقيقه، لتختار كل منها أجندة خاصة بها، ترتب ضمنها أعمالها للعام المقبل.
وعادة ما ترتب المنظمات النسائية أعمالها للعام الجديد، انطلاقا من الشعار الذي يحمله العام ليوم المرأة العالمي، وفي هذا العام، مثلا، تحمل احتفالات يوم المرأة شعار "متحدون معا لحماية المرأة من العنف" إذ تنطلق أغلب أنشطة وفعاليات المؤسسات النسائية الاردنية من هذا الشعار.
وتعود جذور الاحتفال بيوم المرأة العالمي إلى يوم 8 آذار (مارس) من عام 1908 عندما خرجت أكثر من ألف عاملة في مسيرة بنيويورك حملت شعار " بز وورود"، تطالب بخفض ساعات العمل، التي كانت عشر ساعات وقتها، ورفع المعاش، ووقف تشغيل الأطفال ومنح الحق في الاقتراع للمرأة.
هذه المسيرة تبعها اضراب عام للعاملات، استمر 13 أسبوعا خلال الشتاء، ليسجل كأكبر اضراب نسائي في تلك الفترة، أسفر عنه سجن العديد منهن، ما دفع نقابات نسائية الى العمل على توفير النقود لاطلاق سراحهن.
اضراب العاملات دعا ناشطة ألمانية شاركت في المؤتمر النسائي العالمي عام 1910 للمطالبة بتخصيص يوم 8 آذار (مارس) للاحتفال بالمرأة، في إشارة إلى تكريم جهود المرأة ونضالها في سبيل الحصول على حقوقها.
انتشار الاحتفال بيوم المرأة العالمي في كافة بلدان العالم، ارتبط بتأسيس منظمة الأمم المتحدة عام 1945، كونها أول من أصدر وثيقة دولية تعترف بالمساواة بين الجنسين كحق أساسي من حقوق الإنسان، ومن نطاق هذه الوثيقة بدأ الاحتفال سنويا بيوم المرأة العالمي.
على الصعيد الاردني، بدا لافتا عدم معرفة معظم القيادات النسائية الحالية بتاريخ بدء الاحتفال الأردني بيوم المرأة العالمي، إذ اتصلت "الغد" بأكثر من 12 من رئيسات الجمعيات والمنظمات النسائية اللواتي لم يستطعن تحديد تاريخٍ لبدء مشاركة الأردن الاحتفال بيوم المرأة العالمي.
وبحسب مواقع الكترونية متخصصة، يعود تاريخ تأسيس أول منظمة نسائية أردنية لعام 1944، إذ حملت وقتها اسم "جمعية التضامن النسائي".
وتقول رئيسة جمعية تنمية وتأهيل المرأة الريفية صيته الحديد ان "الاحتفال بيوم المرأة العالمي يعد تذكيرا للشعوب بما تعانيه المرأة فيها من عدم الحصول على حقوقها من جهة، وممارسة العنف والاضطهاد والتمييز ضدها من جهة أخرى.
وترى الحديد أن "المنظمات النسائية الأردنية لديها سجل حافل بالانجازات التي حققتها لصالح المرأة الاردنية"، مؤكدة أن "الاحتفال بيوم المرأة ليس فقط احتفالا رمزيا، بل تنظر اليه اغلب المنظمات النسائية بأنه مساحة للنظر الى ما تحقق من انجازات" وما تعمل المنظمات على تحقيقه".
رئيسة الجمعية الاردنية للتأهيل النفسي هيفاء البشير اكدت ان الاحتفال بيوم المرأة العالمي فرصة للمطالبة بحقوق المرأة والتذكير بقضاياها وأولوياتها.
وتعتقد البشير أن المرأة الأردنية حصلت على العديد من الحقوق خلال الفترة الماضية، مكنتها من الدخول بشكل أكبر إلى سوق العمل والمساهمة "ايجابيا" في كافة مناحي الحياة.