البابا بنديكتوس السادس عشر يلوح بيده لمستقبليه في ياونده (كريستوف سيمون / )
- ياوندي (ا ف ب) - اثارت تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر جدلا دوليا حول قوله ان الواقي الذكري "يؤدي الى تفاقم مشكلة الايدز" في بداية زيارة هي الاولى له الى افريقيا دخلت الاربعاء يومها الثاني.
ويشمل جدول اعمال البابا ليوم الاربعاء في الكاميرون ثلاثة مواعيد فقط هي زيارة للرئيس بول بيا ولقاء مع الاساقفة واحياء مراسم دينية مع رجال دين محليين.
كما التقى البابا صباحا، على الارجح على خلفية الجدل حول الواقي الذكري، شبانا من جمعية لمساعدة مرضى الايدز تابعة للجمعية الكاثوليكية سانت ايجيديو في لقاء غير معلن تمت اضافته الى الجدول.
وقال الان فوغيه عضو الحركة الكاميرونية للدفاع عن الحق في العلاج في تعليق على تصريحات البابا حول الواقي الذكري "انه امر مذهل. هل يعيش البابا في القرن الواحد والعشرين؟". وصرح فوغيه لوكالة فرانس برس "لن يفعل الناس ما يقوله البابا. انه يعيش في السماء ونحن على الارض".
واضاف فوغيه "القول ان الواقي الذكري +يؤدي الى تفاقم+ مشكلة الايدز يتعارض مع كافة الجهود التي بذلتها الحكومة الكاميرونية والجهات الاخرى المعنية بمكافحة هذا المرض في الكاميرون".
وابدت وزيرة الصحة البلجيكية لوريت اونكلينكس الثلاثاء "استغرابها" و"ذهولها" ازاء تصريحات البابا كما ابدت فرنسا "قلقها البالغ". واعلنت فرنسا عبر وزارة خارجيتها انها "قلقة جدا" من تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر ضد استعمال الواقي الذكري ما سيعرض للخطر "اجراءات حماية الحياة الانسانية" في مواجهة الايدز.
واعلن الناطق باسم الوزارة اريك شوفالييه للصحافة ان "فرنسا تعرب عن قلقها الكبير ازاء تداعيات تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر".
ومن جهتها اعتبرت منظمة اطباء العالم الانسانية ان تصريحات البابا حول الواقي الذكري "خطيرة جدا". وقالت بياتريس لومينيه المسؤولة عن الوقاية من الوباء في المنظمة "انها تصريحات خطيرة جدا عندما ننظر الى وقع مثل هذه الرسالة في افريقيا حيث يعيش ثلثا المصابين بالفيروس".
وحصدت تصريحات البابا كذلك ردود فعل كثيرة في الوسط الطبي. وقال مدير الوكالة الفرنسية للابحاث حول الايدز والتهاب الكبد الفيروسي جان فرنسوا ديلفريسي انه "صدم" بالرسالة "المروعة" والتي "تأتي بنتائج عكسية".
واعلن الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي منتقدا حملات استعمال الواقي الذكري ان البابا "ركز على اهمية تعلم المسؤولية". وشدد لومباردي خلال مؤتمر صحافي على انه "يجب الا نتوقع من هذه الزيارة ان نرى تبدلا في موقف الكنيسة الكاثوليكية حيال مشكلة الايدز".
وكان موقف الكنيسة في عهد البابا يوحنا بولس الثاني يدعو الى العفة والاخلاص في الزواج. كما اكد لومباردي على ان الكنيسة تعتبر ان "تنمية ايديولوجية ثقة بالواقي الذكري ليس موقفا سليما" لانه لا يركز على "حس المسؤولية".
وشدد لومباردي على "الركائز الثلاث" التي تعتمدها الكنيسة الكاثوليكية في مواجهة الايدز: "تعلم المسؤولية الجنسية وترسيخ قيم الزواج والعائلة، والالتزام بعلاجات فاعلة والعناية بالمرضى".
وسيزور البابا الخميس المركز الكاثوليكي في ياوندي "كاردينال بول اميل ليجيه" المتخصص في العناية بالمرضى والمعوقين.
وعلى صعيد آخر، وعلى خلفية الجدل القائم، دعا البابا صباح الاربعاء الاساقفة الكاميرونيين الى "الدفاع بحزم عن القيم الاساسية للعائلة في افريقيا" التي تواجه تداعيات "الحداثة والعلمانية على المجتمع التقليدي". كما دعاهم الى "الدفاع عن حقوق الاكثر فقرا" والعمل على "التعاون بين الاتنيات لما فيه مصلحة الجميع".