اندري راجولينا يحيي انصاره في انتاناناريفو الاربعاء (الكسندر جو / )
- انتاناناريفو (ا ف ب) - شرعت المحكمة الدستورية العليا في مدغشقر الاربعاء وصول اندري راجولينا الى السلطة بمصادقتها على استقالة سلفه مارك رافالومانانا القسرية الثلاثاء وتسليم الجيش "كامل السلطات" الى الرئيس الجديد.
وفاجأ تسارع الاحداث سكان انتاناناريفو الذين ابدوا ارتياحهم لتراجع حدة التوتر ولو انهم منقسمون بين الامل في تجديد البلاد بالنسبة لانصار راجولينا، واحساس بالمرارة لدى مؤيدي الرئيس السابق الذين نددوا بما اعتبروه "انقلابا".
وتعهد راجولينا فور تثبيته في الرئاسة "لمدة اقصاها 24 شهرا" بحسب قرار المحكمة، بجعل مكافحة الفقر اولويته، متحدثا الى 15 الفا من انصاره تجمعوا في ساحة 13 ايار/مايو التي شهدت اختبار القوة بينه وبين رافالومانانا طوال ثلاثة اشهر.
واصدرت المحكمة العليا قبل قليل قرارا حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنه، اعلنت فيه ان اندري "راجولينا يمارس مهام رئيس الجمهورية كما نصت عليها مواد الدستور"، بعدما "صادقت" على امر مجلس القيادة العسكرية بنقل السلطات كاملة اليه.
واوضح القرار الذي يحمل توقيع رئيس المحكمة الدستورية العليا جان ميشال راجوناريفوني واعضائها الثمانية الاخرين ان راجولينا يمارس هذه المهام "لمدة اقصاها 24 شهرا".
كما صادقت المحكمة على الامر السابق الذي اعلن فيه الرئيس مارك رافالومانانا استقالته ناقلا مهام السلطة بالكامل الى مجلس قيادة عسكري، بعدما تخلى عنه الجيش وهدده بتوقيفه. ورفض الجيش رفضا قاطعا امر الرئيس السابق ونقل بعد بضع ساعات "الصلاحيات الكاملة" الى زعيم المعارضة.
وبعد حصوله على تأييد القضاء، اكد الرئيس الجديد امام انصاره "سابذل كل ما في وسعي لاخراج سكان مدغشقر من الفقر".
وقال "لن ابيع الارز والزيت" في اشارة الى سلفه الذي يملك مجموعة للصناعات الغذائية في مدغشقر، مضيفا "ساعمل على خفض الاسعار، ساتفاوض مع الاطراف الاقتصاديين من اجل تخفيض سعر الارز"، الغذاء الاساسي في هذا البلد المصنف من الافقر في العالم.
وتابع "سأعيد بيع +فورس وان+ لصالح شعب مدغشقر" في اشارة الى الطائرة الرئاسية التي اشتراها رافالومانانا اخيرا، وبثمنها "سنبني مستشفى للحفاظ على صحة الشعب، وهي اولوية".
واكد الرئيس الجديد انه بحث مع الزعيم الليبي معمر القذافي الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي "مستقبل مدغشقر" التي ستستضيف القمة المقبلة للاتحاد مضيفا بهذا الشأن "سيكون شرفا لمدغشقر ان تستقبل القمة".
وكان بعض السكان ما زالوا الاربعاء تحت وطأة المفاجأة ازاء تسارع الاحداث التي قادت الى انتقال السلطة. وقال اوجين راندرياناريسون (30 عاما) لفرانس برس "لم اسمع سوى بمجلس القيادة العسكري" ولم يعرف بعد بتولي راجولينا السلطة.
وقال بول راكوتوندراهاسا (45 عاما) "انني مسرور لعودة الوضع الى طبيعته. واشعر بالارتياح لعدم وقوع حمام دم جديد منذ مجزرة 7 شباط/فبراير" حين قتل الحرس الرئاسي 28 من انصار المعارضة.
غير ان مواطنين اخرين اعربوا عن استيائهم وقال روجيه (45 عاما) "القوة هي التي تكلمت وليس الديموقراطية"، ملخصا بذلك رأي العديدين في انتاناناريفو.