أصبح جهاز المخابرات العسكرية الروسية الذي هو أكثر أجهزة المؤسسة العسكرية الروسية سرية، في بؤرة اهتمام وسائل الإعلام بعد نشر معلومات تفيد أن هناك اقتراحا يطالب خفض عدد العاملين في هذا الجهاز إلى حد كبير وبحل عدة وحدات لقوات العمليات الخاصة التابعة له. وأشيع أن مدير الجهاز الجنرال كورابيلنيكوف قدم طلب الاستقالة احتجاجا على إصلاح كهذا.
ولزمت هيئة أركان وزارة الدفاع الروسية الصمت حيال ما يجري في جهاز المخابرات العسكرية الذي طاله إصلاح تخضع له المؤسسة العسكرية الروسية برمتها حاليا.
والواقع أن الضرورة تقتضي تخفيض عدد وحدات العمليات الخاصة التابعة لجهاز المخابرات العسكرية بعد تخفيض عدد المناطق العسكرية في روسيا. والشيء الوحيد الذي لا يحلو لرجال المخابرات العسكرية هو أن الإصلاح يلغي عددا لا بأس به من الوظائف التي يرتقي من يشغلونها إلى رتبة جنرال.
ويقول العالمون ببواطن الأمور إن الجنرال كورابيلنيكوف لا يتحدى القيادة العليا أبدا ولم يقدم طلب الاستقالة، وإنما يشارك في صنع قرارات هامة بشأن الجهاز الذي يديره قد يقضي أحدها بنقل تبعية أجهزة فرعية أو أخرى متخصصة كجهاز الاستخبارات الإلكترونية والفضائية للمخابرات العسكرية إلى جهاز الاستخبارات الخارجية.
وتشير معلومات أخرى الى وجود اقتراح يدعو إلى نقل تبعية جهاز المخابرات العسكرية بكامله إلى هيئة الاستخبارات الخارجية بغية تخفيف العبء على الميزانية العسكرية .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: ما هو مصير جهاز المخابرات العسكرية الروسية؟ الأيام القادمة هي وحدها الكفيلة بتوضيح الأمور.
("روسيسكايا غازيتا" 17/3/2009 - وكالة نوفوستي)