موسكو، 18 مارس (آذار). نوفوستي. ذكر مصدر في دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية أن روسيا تتعاون مع إيران في المجال العسكري التقني منذ فترة طويلة، مؤكدا أن هذا التعاون لا يخل بالتزامات روسيا الدولية، ولا يخالف أنظمة منع الانتشار.
وقال المصدر في تصريح لوكالة نوفوستي اليوم: "يؤكد سجل منظمة الأمم المتحدة أن جميع صادرات روسيا من الأسلحة الى إيران شفافة، وأن كافة المعلومات المرتبطة بها تقدم سنويا وبشكل منتظم".
وشدد المصدر على أن روسيا لم تـُصدر منظومات صواريخ "س-300" الى بلدان الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران. وقال إن روسيا تزود إيران بأسلحة دفاعية لا يمكنها الإخلال باستقرار المنطقة.
وكان مصدر رفيع المستوى في الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبية قد أكد على وجود عقد موقع بين روسيا وإيران لتزويد الجانب الإيراني بمنظومات صواريخ "س-300" المضادة للجو.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في حديث لوكالة نوفوستي إن منظومات "س- 300" الصاروخية المتفق عليها لم تصل الى إيران الى حد الآن. وأضاف أن روسيا تقوم بتنفيذ العقد تدريجيا، مشيرا الى أن قيمة الصفقة تقدر بمئات ملايين الدولارات.
وشدد المصدر على أن تنفيذ العقد بشكل كامل سيكون مرتبطا بطبيعة الوضع الدولي وقرار القيادة السياسية الروسية بهذا الشأن.
وتستطيع صواريخ منظومة "س-300" المطورة تدمير الأهداف الجوية "للعدو" على بعد 150-200 كلم. كما تتمتع هذه المنظومة الصاروخية بقدرتها على تدمير الصواريخ المجنحة والبالستية التي يصعب اكتشافها، وكذلك جميع أنواع الطائرات والمروحيات.
وتشير مصادر إعلامية روسية الى أن روسيا تؤجل توريد منظومات "س-300" لإيران في خطوة على طريق تهدئة ومصالحة الإدارة الأمريكية التي تُقلقها أنباء حصول طهران على أسلحة صاروخية. وتؤكد تلك المصادر أن هذا التأجيل لا يعني أن موسكو تراجعت عن قرار بيع هذه الصواريخ إلى إيران. فالاتفاقية التي وقعتها موسكو وطهران تنص على أن روسيا ستسلم إيران منظومات "س-300" في موعد "يرضي الجانب الروسي.
ويرى مراقبون أن ذلك يتيح لروسيا استخدام صفقة منظومات "س-300" كورقة رابحة في مفاوضة الولايات المتحدة بهدف إرغام واشنطن على تقديم مقترحات مقبولة لموسكو.