طفل يعاني من نقص الغذاء
|
تقول جمعية خيرية بريطانية بارزة ان بعضا من اكثر الناس فقرا في العالم يعانون بسبب الحرب على الارهاب.
وتقول جمعية "كريستيان أيد" انه يتعين ان تتخلى الحكومة البريطانية عن "توجه خطير" يربط المعونات بالحرب ضد الارهاب.
وتعقد الجمعية مؤتمرات وتقوم بزيارات للمنازل بهدف جمع اكثر 14.3 مليون جنيه استرليني.
واشار تقرير صدر في هذه المناسبة الى ان العراق وافغانستان واوغندا اماكن تستخدم فيها اموال المعونات في اغراض غير مخصصة لها.
وقال جون ديفيسون الذي اعد التقرير لبي بي سي نيوز اونلاين "تدفع بعضا من اكثر شعوب العالم فقرا بالفعل ثمن الحرب على الارهاب لان منح الدول الغنية المعونات تحكمه عبارة ..هل انتم معنا ام علينا.. يجب الا يستمر ذلك."
واضاف ان "تشويه الحكومات المانحة للخط الذي يربط بين النشاط الانساني والتنموي والنشاط العسكري والامني امر خطير."
وقال انه في عام 2003 استخدمت الحكومة اموال معونة لتمويل عملية اعادة الاعمار في العراق التي ستستمر ثلاثة اعوام وتتكلف 544 مليون جنيه استرليني مما ادى الى نقص الاموال التي تحصل عليها "الدول صاحبة الدخل المتوسط".
لكن ديفيسون يقول ان هذه التسمية خاطئة لان 140 مليونا من اكثر الناس فقرا في العالم يعيشون في "الدول صاحبة الدخل المتوسط."
وتتميز بريطانيا بوجود تشريع ينص على ان جميع اموال المعونات يجب ان تستخدم في انشطة للقضاء على الفقر.
وتريد الجمعية الان ان تساعد الحكومة في وقف "الانجراف العالمي الخطير نحو الربط بين الحصول على المعونات والحرب على الارهاب."
وقالت الجمعية في تقريرها بشكل خاص الى دراستي حالة لكل من افغانستان واوغندا.
أولوية الأمن
واوضح التقرير ان معونة مالية قدرها 2.2 مليار دولار لافغانستان في عام 2004 تحولت للاستخدام في مشروعات عسكرية والاغاثة الطارئة بدلا من تنفيذ برامج تنمية طويلة المدى في البلاد.
وقال ديفيسون "يتركز الاهتمام في افغانستان على الوضع الامني. الامن من اولويات الولايات المتحدة التي تسعى لتعقب اعضاء حركة طالبان وتنظيم القاعدة."
واضاف ان عمال الاغاثة ينظر اليهم على انهم عملاء للولايات المتحدة ويجري قتلهم. وقتل 11 عاملا على الاقل في الاشهر الاخيرة بما في ذلك عاملان قتلا خلال غارة على مكتبهما في قندهار.
وقال ديفيسون ان ثلثي مناطق افغانستان محرومة من مساعدة موظفي الامم المتحدة وان عملية "اعادة البناء لا تحدث".
وتعتمد اوغندا بشدة على المعونات المالية التي تشكل اكثر من 50 في المئة من ميزانيتها.
وتعتبر اوغندا ثالث اكبر دولة تتلقى اموال من وزارة التنمية الدولية البريطانية وحصلت على 68.5 مليون جنيه استرليني في عام 2002-2003.
لكن القتال الدائر منذ 18 عاما بين متمردي "جيش الرب" والحكومة ادت الى انفاق ربع ميزانية الخدمات الاجتماعية تقريبا في تمويل العمليات العسكرية.
ويجري القتال بشكل مستمر في مناطق بعيدة في شمال البلاد وادى الى تشريد مئات الالف من الاشخاص.
ويتحمل القرويون وطأة العنف وفي اسوأ هجوم وقع في الاونة الاخيرة تعرض اكثر من 200 مدني للحرق واطلاق النار والقتل عندما هاجم المتمردون مخيما للاجئين.
وقال ديفيسون "الصراع في اوغندا بحاجة الى حل لكن ليس حلا عسكريا. لقد ادت العمليات العسكرية الى زيادة الوضع سوءا وفي وسط ذلك يجري انفاق الكثير من الاموال على امور دفاعية.
"يتعين التخلي عن الحل العسكري وبدء مفاوضات السلام. كيف يمكن ان تنفذ عفوا وانت لا تتحدث الى المتمردين."