|
البابا يدعو الى مكافحة الفقر لدى وصوله الى انغولا
|
لواندا (ا ف ب) - بعد زيارة الى الكاميرون طغى عليها جدل حول الواقي الذكري، وصل البابا بنديكتوس السادس عشر الجمعة الى انغولا المحطة الاخيرة في رحلته الى افريقيا ودعا السلطات الى بذل المزيد في اطار مكافحة الفقر. ولدى نزوله من الطائرة في لواندا بعيد الساعة 12,00 بتوقيت غرينتش، اعرب الحبر الاعظم عن اسفه لكون انغولا لا تزال تضم "للاسف هذا العدد من الفقراء الذين يطالبون باحترام حقوقهم". وقال للرئيس جوزيه ادواردو دوس سانتوس والى مسؤولين اخرين في هذه المستعمرة البرتغالية السابقة اتوا لاستقباله "يستحيل نسيان العدد الكبير من الانغوليين الذين يعيشون تحت عتبة الفقر المطلق. يجب الا تخيبوا امالهم". واضاف البابا البالغ الثانية والثمانين تقريبا في كلمته التي القاها من على مدرج المطار وسط درجات حرارة مرتفعة جدا، ان مكافحة الفقر "مشروع ضخم يتطلب اكبر قدر من حس المواطنية من قبل الجميع". وبعد سبع سنوات على انتهاء حرب اهلية طويلة استمرت من 1975 الى 2002، لا يزال ثلثا الانغوليين يعيشون باقل من دولارين في اليوم على الرغم من الموارد النفطية الضخمة في البلاد. وقال بنديكتوس السادس عشر انه يأتي من بلد، المانيا، عرف ايضا "الحرب والانقسام بين الاخوة" وحث الانغوليين الى "التقدم على طريق احلال السلام واعادة بناء البلد ومؤسساته"، داعيا الى "الحوار بين الناس". واشار الى ان "الهدف الاول" لزيارته الى انغولا هو "الالتقاء باقدم الجماعات الكاثوليكية في افريقيا جنوب خط الاستواء لتثبيتها في ايمانها بيسوع المسيح". وخارج المطار، رفع مئات الانغوليين وهم محاطون بقوات امنية كبيرة، لافتات ترحب بالبابا وتدعوه الى "مباركة بلادنا". ومن بين الجموع، قالت الاخت ايزابيل بنجامين (43 عاما) لوكالة فرانس برس ان زيارة البابا تشكل "لحظة مفعمة بالحماسة. آمل ان تأتي زيارة البابا بالسلام الدائم". وتعود اخر زيارة بابوية لانغولا الى العام 1992 عندما استغل البابا يوحنا بولس الثاني فرصة حصول توقف في الحرب الاهلية لزيارة هذا البلد. وفي اول زيارة له الى القارة الافريقية، اثار بنديكتوس السادس عشر جدلا بتصريحه الثلاثاء في الطائرة التي كانت تنقله الى الكاميرون، ان الواقي الذكري "يفاقم" من ازمة الايدز. وخلال لقائه غير المبرمج بمرضى ايدز الاربعاء ولدى تطرقه الى هذه الافة مجددا غداة ذلك، حاول البابا نزع فتيل هذا الجدل مشددا على موضوع العولمة والنزاعات في افريقيا. وقبل مغادرته ياوندي صباح الجمعة، اشار الى ان التحضير للسينودوس الثاني حول افريقيا في تشرين الاول/اكتوبر 2009 الذي سيتطرق خصوصا الى انعاكسات العولمة على القارة الافريقية، هو من الاسباب الرئيسية لزيارته. وتطرق البابا الى الوثيقة التحضيرية لهذا السينودوس التي سلمت رسميا الخميس الى اساقفة القارة في ختام قداس اقامه امام 60 الف شخص، معتبرا ان هذا الموعد "يشكل لحظة امل كبير لافريقيا والعالم باسره". وتتهم الوثيقة المؤسسات المالية الدولية خصوصا بانها خلفت عواقب "مضرة" في افريقيا مع برامج مفروضة لاعادة الهيكلة واعتبر ان "العولمة" تهدد "القيم الافريقية الحقيقية" مثل "احترام الاجداد" و"احترام الحياة" وثقافة التعاضد. |