رجال اطفاء لبنانيون يخمدون النيران مكان الانفجار الذي اودى بحياة نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية كمال كدحت وثلاثة من مرافقيه الاثنين في جنوب لبنان
©اف ب - محمود الزيات
- صيدا (لبنان) (ا ف ب) - قضى نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء كمال مدحت الاثنين بعملية تفجير استهدفته بعد خروجه من مخيم المية ومية في جنوب لبنان، الامر الذي اثار استنكار جميع الفصائل الفلسطينية.
واللواء مدحت هو ارفع قيادي في منظمة التحرير الفلسطينية يغتال في لبنان منذ خروج المنظمة من بيروت عام 1982 اثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان.
وبقيت منظمة التحرير الفلسطينية بدون مقر لها في لبنان حتى عام 2006.
وفي تعليق لوكالة فرانس برس قال ممثل المنظمة في لبنان عباس زكي ان الاغتيال "طاول قيادة بارزة في هذا الظرف الصعب بهدف ان يكون لها تداعيات خطرة على البعدين اللبناني والفلسطيني".
ورفض زكي توجيه الاتهام لجهة محددة وقال "نعطي للامن اللبناني الفرصة للتوصل الى الحقيقة". وردا على سؤال عن تخوفه من تداعيات الاغتيال على الاوضاع الامنية في المخيمات اجاب "نحاول ضبط النفس".
ووصف زكي اغتيال مدحت مع اثنين من مرافقيه المقدم خالد ضاهر والمقدم محمد شحادة ومسؤول الشباب والرياضة في الممثلية العقيد اكرم ضاهر ب "العملية الغادرة الجبانة التي استهدفت خيرة الخيرة من ابناء هذه القضية المخلصين الاوفياء".
وقدر مسؤول الكفاح المسلح الفلسطيني منير المقدح زنة العبوة الناسفة "باكثر من 20 كلغ من مادة التي ان تي وفق حجم الفجوة التي خلفتها" موضحا ان تفجيرها تم "عن بعد" اي لاسلكيا.
واوضح المقدح لوكالة فرانس برس ان العبوة "كانت موضوعة على جانب الطريق في المسافة التي تفصل بين حاجز الكفاح المسلح الفلسطيني عند مدخل المية ومية وحاجز الجيش اللبناني الذي يبعد نحو 500 متر". ودمرت السيارة التي كانت تقل الضحايا الاربع بشكل تام.
وافاد مراسل فرانس برس ان فرق اسعاف تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني والصليب الاحمر اللبناني توجهت الى المكان وعملت على جمع الاشلاء التي تناثرت في بستان للزيتون. وضرب الجيش اللبناني طوقا امنيا حول منطقة التفجير المجاورة لمخيم المية ومية.
وخرج مئات من الفلسطينيين من مخيم المية ومية ومنهم من كان يطلق النار في الهواء، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى مكان الانفجار بسبب عوائق نشرها الجيش حوله.
وكان مسؤول الاعلام في ممثلية منظمة التحرير في بيروت هشام الدبسي قد اكد لوكالة فرانس برس "ان الاخ كمال كان خارجا من مخيم المية ومية بعد لقاءات اجراها لخفض التوتر عندما انفجرت عبوة ناسفة على بعد نحو 400 متر". واضاف "استشهد الاخ كمال وثلاثة من مرافقيه" مشيرا الى ان قوة التفجير قذفت بسيارة مدحت الى منخفض تحت الطريق وانها "دمرت بالكامل".
يذكر بان عنصرين من حركة فتح قتلا السبت في مخيم المية ومية المجاور لمخيم عين الحلوة، في اشتباك ذي طابع شخصي اتى من ذيول اشكال سابق بين عائلتين.
سكان تجمعوا مكان الانفجار في جنوب لبنان الاثنين
©اف ب - رمزي حيدر
وكانت مخيمات جنوب لبنان وخصوصا اكبرها مخيم عين الحلوة في ضواحي صيدا قد شهدت قبل العدوان على غزة مواجهات عديدة بين حركة فتح التي ينتمي اليها مدحت والاصوليين وخصوصا مجموعة جند الشام اسفرت خلال عام 2008 عن سقوط 12 قتيلا من الطرفين.
واستنكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغتيال مدحت باعتباره "جريمة ارهابية".
وفي لبنان دان ممثل حركة حماس اسامة حمدان "الجريمة" مشيدا في تصريح تلفزيوني بالجهود التي بذلها كمال مدحت للتقريب بين الفصائل الفلسطينية المختلفة خصوصا ابان الهجوم الاسرائيلي الاخير على غزة. وقال "كان له دور اساسي في احداث التوحد الفلسطيني والتهدئة في لبنان" بين فتح وحماس خصوصا اثناء الهجوم على غزة.
واعتبر ان الهدف من اغتيال القيادي في حركة فتح "زعزعة الوضع الفلسطيني الذي بدأ يتوحد على الصعيد الوطني" في اشارة الى الحوار الدائر في القاهرة. وقال ان "المستفيد الحقيقي هو كل من يكن عداء للشعب الفلسطيني وبالدرجة الاولى العدو الاسرائيلي ومن يعمل في اطاره" من دون ان يحدد جهة معينة معتبرا بان الامر "متروك للجهات الامنية".
وفي بيروت دان حزب الله اللبناني "جريمة الاغتيال النكراء" واعتبرها "استهدافا للشعبين الفلسطيني واللبناني". واتهم الحزب الشيعي في بيان اسرائيل بالوقوف ورائها اذ "تبدو البصمات الصهيونية واضحة في محاولة إثارة الإرباك والبلبلة في الساحتين اللبنانية والفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة".
واضافة الى جهود التهدئة التي كان يبذلها بين الاطراف الفلسطينيين كان مدحت مكلفا ملف اعادة اعمار مخيم نهر البارد في شمال لبنان.
واللواء كمال مدحت المعروف ايضا باسم كمال ناجي في الثامنة والخمسين من العمر. وكان في السابق مسؤولا عن اجهزة الاستخبارات في حركة فتح. يحمل مدحت شهادة دكتوراة في العلوم العسكرية من الاتحاد السوفياتي سابقا وهو متزوج وله ولدان شاب وشابة.