drawControls();
البصرة (رويترز) - اقام العراق مأدبة وداع للقوات البريطانية يوم الاحد بعد ستة اعوام من الغزو في حدث يمثل خطوة اخرى نحو انتهاء وجود بريطاني مثير للجدل ولا يتمتع بشعبية في مدينة البصرة.
واقيمت المأدبة في فندق شط العرب بالمدينة الواقعة في جنوب العراق والذي يستخدم الان كمركز للعمليات العسكرية العراقية وكانت قوات الاحتلال البريطانية قد بنته في العشرينات كفندق فاخر مزود بممر لهبوط واقلاع الطائرات وبرج للتوجيه الجوي.
وبقيت تلك القوات البريطانية في العراق عشرات السنين. وفي هذه المرة سترحل بريطانيا لتنضم الى الولايات المتحدة في الحرب ضد متشددي حركة طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان.
وسيبدأ نحو 4000 جندي بريطاني متمركزين في مطار البصرة الرحيل الان في عملية تدريجية من المتوقع ان تكتمل بحلول 31 يوليو تموز. وستبقى قوة من 400 جندي بريطاني لتدريب قوات الامن العراقية.
وقال الفريق محمد هويدي قائد القوات العراقية في البصرة للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك انه يود ان يقدم الشكر الى الامة البريطانية لمساعدتها في تخليص العراق من الدكتاتورية وجعله يعيش في حرية وديمقراطية.
وقال الجنرال اندي سالمون قائد القوات البريطانية في البصرة "انني فخور جدا. واذا نظرنا للوضع السائد اليوم والى النجاحات والاخفاقات خلال الحملة اعتقد انه تجاوز اليوم كل حد."
وقال للصحفيين "لن يكون هناك اي فراغ ناشيء عن اكتمال مهمة الجيش البريطاني."
وكانت البصرة الغنية بالنفط في وقت قريب في العام الماضي خاضعة لسيطرة العصابات والميليشيات وكانت القوات البريطانية غير فعالة بعد انسحابها الى المطار.
وفي مارس اذار عام 2008 امر رئيس الوزراء نوري المالكي بشن حملة عسكرية ضد العصابات بدعم امريكي وبريطاني وانتزع السيطرة على المدينة.
ويترك البريطانيون خلفهم مدينة هادئة هي عاصمة المحافظة التي اجرت في يناير كانون الثاني انتخابات محلية ذات منافسات عنيفة لكنها دارت في سلام. وارسلت بريطانيا بوصفها اوثق حلفاء الولايات المتحدة 45 الف جندي للانضمام الى الغزو في عام 2003 الذي اطاح بالرئيس العراقي صدام حسين على اساس انه يخفي اسلحة للدمار الشامل لم يتم العثور عليها على الاطلاق.
وكان لدى "تحالف الارادة" الذي شكله الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ضد صدام فرق عسكرية اخرى كبيرة. ومضى الغزو في طريقه بالرغم من احتجاجات كبرى في بريطانيا واماكن اخرى.
وقالت بريطانيا في الاسبوع الماضي وتحت تأثير ضغوط كبيرة انها ستجري تحقيقا بشأن ضلوعها في الغزو.
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان سيتصرف بطريقة مختلفة قال سالمون "المسألة تعود للشعب في تأمل النجاح وتعلم الدرس. ونحن نعلم ان هذه العملية ستجري عندما نعود لكني لا اريد ان اتحدث عن ذلك الان."
وستحل قوات امريكية محل الجيش البريطاني في المنطقة المحيطة بالبصرة. وقال الجنرال الامريكي مايكل اوتس انه يرى ان خطر الميليشيات في البصرة "لا يعتد به".
وقال انه لم يتم ابلاغه عن هجوم بقنبلة مزروعة على جانب الطريق وقع في البصرة يوم الاحد. وقالت الشرطة ان خمسة اشخاص قتلوا.
وسارت فرقة موسيقية عسكرية بريطانية في فناء فندق شط العرب الذي كان متألقا يوما ما لكنه مترب ومليء بالحفر اليوم وسط تصفيق من حشد من البريطانيين والامريكيين والمسؤولين العراقيين.
وكان السماء ملبدة بالغيوم لكنها لم تمطر فوق الاستعراض البريطاني.
من محمد عباس