محيط : أكد مسئول مصري أن القاهرة تعلم بأنه حدث هجوم عسكري في شرقي السودان وأن شيئا ما تم ضربه هناك ، إلا أنه نفى علم القاهرة بهوية من نفذ الهجوم .
ونقل موقع "أخبار المشاهير" السوداني عن المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه ، القول :" إننا لا نعلم من قام بالهجوم، وكذلك لا نعرف الهدف الذي تم ضربه، ولا كيف وصلت الطائرات المهاجمة إلى تلك المنطقة في السودان" .
يأتي هذا في الوقت الذي استبعد فيه اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والإستراتيجي المصري ، أن تكون الطائرات التي نفذت الهجوم على شمال غرب مدينة بورسودان على البحر الأحمر، قد مرت من الأجواء المصرية، أو الأجواء السعودية ، وقال إن هذه الطائرات ويعتقد أنها إسرائيلية في حالة قيامها بالمهمة لا تحتاج إلى دخول أجواء البلدين.
وأضاف أن لدى إسرائيل ممرا جويا دوليا يبدأ من أجواء صحراء النقب ثم الدخول في الأجواء الدولية فوق خليج العقبة، والاستمرار في الطيران فوق البحر الأحمر، حتى أجواء السودان ثم الدخول إليها لتنفيذ المهمة.
ولفت اللواء جمال مظلوم إلى أن عدم مرور الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء المصرية، ليس غريبا، لكن الخطير هو لماذا لم ترصد أجهزة الرادار المصرية الطائرات الإسرائيلية أثناء تحليقها في الأجواء الدولية القريبة منها.
وأوضح أن ذلك يعتبر مهمة عسكرية ليست صعبة على رادارات المنطقة، لكنه استدرك قائلا: "ربما تم رصد تلك الطائرات من قبل أجهزة الرادار، لكن هذه الطائرات بالنسبة لأجهزة الرادار، مجرد طائرات تحلق في الأجواء الدولية، طالما أنها لم تقترب من الأجواء الإقليمية".
وأعرب عن اعتقاده بأن الأمر لا يخرج عن شيء تم ويتم التخطيط له بإحكام في الخفاء ضد السودان، مثل التمهيد لحصاره أو أشياء من هذا النوع، بدعوى أن السودان متورط في تهريب أسلحة لحركة حماس بقطاع غزة الفلسطيني.
وكان مبروك مبارك سليم وزير الدولة في وزارة النقل السودانية كشف في 26 مارس أن الولايات المتحدة الأمريكية قتلت أكثر من 800 شخص من القرن الإفريقي بينهم 200 سوداني ، وذلك في غارتين خلال شهر فبراير الماضي .
وأكد سليم ان منطقة شرق السودان تعرضت الى غارتين امريكيتين في فبراير استهدفتا سيارات شحن كانت تقل اشخاصا من القرن الافريقي يرافقهم تجار بشر يريدون تهريبهم الى اوروبا.
واضاف ان الغارتين اسفرتا عن قتل 800 شخصا بينهم سودانيون واريتريون واثيوبيون ، إلا أنه لم يعط سليم تفسيراً مقنعاً لعدم كشف بلاده عن الغارتين فور وقوعهما.
ورداً على ما زعمته شبكة تليفزيونية أمريكية من ان السيارات كانت تحمل اسلحة من ايران الى حركة "حماس" في قطاع غزة عبر السودان ثم مصر مروراً بصحراء سيناء ، قال سليم ان السلاح الوحيد في تلك القوافل كان سلاح مهربي البشر.
وجاء كلام الوزير السوداني رداً على تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في 26 مارس نقلاً عن شبكة "سي بي اس" التليفزيونية الامريكية وجاء فيه ان سلاح الجو الاسرائيلي نفذ في فبراير الماضي هجوما على قافلة سيارات شحن في السودان كانت محملةً باسلحة لحركة حماس ، ووفقاً للتقرير، قتل 39 شخصاً كانوا راكبين في 17 سيارة شحن ، بينما اصيب مدنيون في المنطقة بجروح.
ورغم عدم إعلان إسرائيل وأمريكا مسئوليتهما عن الهجوم ، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنصرف إيهود أولمرت ألمح إلى مسئولية تل أبيب عندما أعلن أن إسرائيل ستضرب ما أسماه الإرهاب أينما كان.