اختصار القمة إلى يوم واحد وصخب في مفاجأة الجلسة الافتتاحية * رفض قرار الجنائية الدولية بحق البشير واعتراض عراقي على فقرة في البيان الختامي * الشيخ حمد: مبادرة الملك عبد الله للمصالحة تعبر عن حرصه على لم الشمل * الأسد: التضامن العربي لا يعني التطابق.. وهناك أسباب موضوعية تمنع التطابق
|
خادم الحرمين الشريفين وأمير قطر والقذافي خلال اجتماع على هامش القمة (واس) |
|
الدوحة: سوسن أبو حسين وسلمان الدوسري
اختتمت القمة العربية في الدوحة مساء أمس بعدما كان مقررا أن تنتهي اليوم، وشهدت جلستها الافتتاحية خروجا ليبيا عن النص أثار صخبا وجدلا واستياء وسط عدد من الوفود، وذلك عندما قاطع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة أثناء كلامه وتحدث في مداخلة فاجأت القادة وتلاشى خلالها الصوت بينما كان أمير قطر يحاول استرداد الحديث لتنظيم الجلسة.
وسيطر الاجتماع الذي عقده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير قطر والقذافي بمقر الشيخ حمد على الاهتمام، في الوقت الذي انشغلت فيه الكثير من الوفود بمحاولة معرفة نص كلام القذافي. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الاجتماع بحث عددا من الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة وأهمية تنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة في إطار مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي دعا إليها في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت بدولة الكويت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وذلك لتوحيد الصف العربي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة. وكانت القمة انعقدت بمشاركة 17 زعيما عربيا وعلى جدول أعمالها عدد من القضايا الأساسية من بينها المصالحة العربية ـ العربية، ومذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، ومبادرة السلام العربية، والأوضاع في فلسطين ولبنان. وفي كلمته في افتتاح القمة، ثمن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل المصالحة العربية، التي أطلقها في قمة الكويت الاقتصادية، وقال إنها «عبرت عن مدى حرص خادم الحرمين على لم الشمل وتحقيق التضامن العربي وتجاوز أي اختلاف في الرأي». كما عبر أمير قطر عن اعتزازه بمشاركة خادم الحرمين في قمة الـ20 الاقتصادية في لندن، معربا عن ثقته بأن الملك عبد الله يمثل القادة العرب جميعا في هذه المهمة. وخلال إلقائه كلمته، قاطع الزعيم الليبي أمير قطر وتوجه بالحديث إلى خادم الحرمين الشريفين، ووسط اعتراض أمير قطر ومحاولته استفهام فحوى كلمة القذافي وذهول الحاضرين، تلاشى الصوت وحدث ارتباك نتج عنه عدم تلقي ما قيل بدقة. ومما أثار الغموض أكثر مداخلة أمير قطر التي شكر فيها القذافي، مشيرا إلى أنه ربما لم يفهم قصده، الأمر الذي أوحى لبعض من فاتهم سماع كلام الزعيم الليبي أن مداخلته ربما كانت إيجابية.
وذكرت قناة «العربية» أن خادم الحرمين غادر مع الشيخ حمد بن خليفة والقذافي وتوجهوا إلى مقر أمير قطر من دون أن يتسنى الاطلاع على نص ما قيل. وذكرت مصادر مقربة أن هناك استياء، بينما عبرت بعض الوفود عن استغرابها من أحداث الجلسة الافتتاحية.
من ناحيته، قال الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته أمام القمة العربية «إنه من الطبيعي أن تكون المصالحات العربية الموضوع الأهم في هذه المرحلة بوصفها الأرضية التي يبنى عليها النجاح والفشل في أي قرار نتخذه في جميع المجالات». وأوضح الأسد أن التضامن العربي «لا يعني التطابق العربي، بل يعني التكامل العربي» وقال إن التطابق في المواقف يحتاج لظروف متطابقة تنتج رؤية واحدة.. وهذا غير موجود لأسباب موضوعية.
واختتمت القمة بتأكيد رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، بحسب البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. كما أكد إعلان الدوحة الذي تلاه موسى على أهمية تحديد إطار زمني لوفاء إسرائيل بالتزاماتها تجاه السلام. من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده لن تتمكن من تنظيم القمة العربية المقبلة في عام 2010 لأسباب لوجستية على أن تنظم في ليبيا، فيما تحتفظ بغداد بحقها في تنظيم القمة عام 2011. كما أعلن المالكي تحفظه على الفقرة المتعلقة بالعراق في إعلان الدوحة. وقال: «نتحفظ على هذا النص، ونتمنى أن يعاد النظر به بما ينسجم مع القرار الصادر عن القمة العربية ذاتها»، معتبرا أن النص يعبر عن «عراق كان موجودا» في السابق ولا يظهر التطورات الإيجابية التي شهدتها الساحة العراقية. إلى ذلك قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم خلال المؤتمر الصحافي مع عمرو موسى إن الخلافات المصرية ـ القطرية تحل بالحوار الودي، مشددا على أن الدوحة تحترم الجميع ومن ضمنهم مصر. كما شدد أيضا على أهمية إنهاء الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية، فيما قال موسى إن الجامعة العربية لديها آليات لتنفيذ المصالحة العربية، موضحا أن الوضع العربي الراهن يجب تغييره.